وفاة المستشارة تهانى الجبالى عقب إصابتها بفيروس كورونا
توفيَّت المستشارة تهانى الجبالى عقب إصابتها بفيروس كورونا بعد رحلة علاجية بأحد المستشفيات الخاصة بالقاهرة، فيما شهد مسجد “عوارة” بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، ظهر اليوم الأحد، تشييع جثمان المستشارة تهاني الجبالي، بمسقط رأسها عقب أداء صلاة الجنازة ظهرا،
وسط مشاركة لفيف من أقاربها وعدد من الشخصيات العامة والشعبية، لدفنها بمثوَاها الأخير بمقابر أسرتها بمنطقة عوارة بنطاق حي ثان طنطا .
وانهارت شقيقة الراحلة المستشارة “تهانى الجبالى”، منخرطة فى البكاء، مؤكدة أن الراحلة كانت بارة بأهلها، ودائمة المساعدة للفقراء والأيتام حتى قبيل رحليها.
السيرة الذاتية لـ “تهانى الجبالى”
ولدت المستشارة “تهانى الجبالى” في 9 نوفمبر عام 1950، لأسرة من إحدى قرى الغربية وحصلت على المركز الخامس على مستوى مصر فى شهادة الثانوية العامة، ثم إلتحقت بكلية الحقوق جامعة المنصورة وتخرجت منها العام 1973، ثم حصلت على دراستها العليا فى الشريعة الإسلامية والقانون الدستورى.
بعد تخرجها، عملت بالمحاماة لمدة 30 عاما وهى محامية لدى محكمة النقض والمحاكم العليا حتى قرار تعيينها كقاضية، تم انتخابها كأول عضوة فى المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لتصبح بذلك أول سيدة مصرية وعربية تنتخب فى هذا المستوى بالاتحاد منذ تأسيسه فى عام 1944.
تُعد الراحلة “تهانى” أول امرأة مصرية تتولى مهنة القضاء في الحقبة المعاصرة، وشغلت ولوقت قريب منصب رئيس المحكمة الدستورية العليا في أكثر فترات المحكمة حساسية، لما أصدرته من أحكام كان لها بالغ الاثر في المشهد السياسي، والدستوري المصري بعد ثورة 25 يناير.
في 22 يناير 2003 صدر قرار جمهوري بتعينها نائب رئيس المحكمة الدستورية ضمن هيئة المستشارين بالمحكمة الدستورية العليا كأول قاضية مصرية، حتى عام 2007، حيث عينت في ذلك العام 32 قاضية بالقضاء العالي، لتصبح القاضية “تهاني” صاحبة أعلى منصب قضائي تحتله امرأة في مصر.
نعى الراحلة
نعت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المستشارة تهاني الجبالي ، حيث قالت الوزيرة، إن الراحلة واحدة من أهم حارسات القانون، وأول امرأة تتولى منصب قضائي في العصر الحديث، مؤكدة أنها دافعت بقوة عن الكثير من الحقوق الدستورية للمواطن المصري، ووجهت العزاء لأسرتها وأصدقائها، داعية الله أن يتغمد الفقيدة برحمته.
كما نعى “مصطفى بكري”، عضو مجلس النواب المصرى، المستشارة “تهاني الجبالي”، موضحا أنها أصرت ان يؤدي الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، القسم أمام المحكمة الدستورية.
وعبر سلسة تغريدات على حسابه في “تويتر”، قال مصطفى بكري: “رحلت المستشارة تهاني الجبالي..الأخت والصديقة..القاضية والمناضلة..رحلت الإنسانة التي رهنت حياتها للدفاع عن الوطن والأمة”.
وأضاف: “عرفتها منذ أربعين عاما، كانت مقاتلة بكل معني الكلمة، وواجهت الإرهاب بكل حسم..لا يزال المصريون يتذكرون مواقفها في زمن حكم جماعة الإخوان، عندما رفضت محاولة تلاعبهم بالدستور، ورفض مرسي أداء القسم أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية، وكانت (الجبالي) يومها نائبا لرئيس المحكمة، فأجبرته على أداء القسم أمام المحكمة، وكانت سندا وصوتا قويا إلى جانب زملائها”.
وأكمل النائب المصري: “وعندما توفيت كريمتها منذ شهور قليلة ضاقت بها الدنيا، واختفت البسمة التي تزين وجهها، ثم أصيبت بفيروس كورونا، ورحلت عن دنيانا، بعد رحله عامرة بالعطاء من أجل الوطن والأمه”.
يُذكر بأن تولت “الجبالى” لجنة المرأة في اتحاد المحامين العرب، وجرَى انتخابها دورتين على التوالي عضوا بمجلس نقابة المحامين المصرية، كأول محامية منذ إنشاء النقابة،
وجرى تعيينها نائبا لرئيس المحكمة الدستورية كأول قاضية مصرية في 2003، حصلت على أكثر من 30 وساما ودرعا تكريميا، أبرزها درع الأمم المتحدة للعمل الاجتماعي، درع المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية عام 2003، درع العيد الخمسيني لاتحاد المحامين العرب عام 1999، درع الاتحاد النسائي التقدمي عام 2000، درع منظمة المرأة العربية عام 2004.