أخر الأخبار

أزمة في سوق السيارات السعودية بإرتفاع الطلب ونقص المعروض

سوق السيارات السعودية بين إرتفاع الطلب ونقص المعروض
سوق السيارات السعودية بين إرتفاع الطلب ونقص المعروض

تخطت قوائم الانتظار، لشراء سيارة في سوق المملكة العربية السعودية، مدة 6 أشهر، لتصل إلى أكثر من عام في بعض الموديلات، مع نقص حاد في معروض السيارات لدى الوكالات التجارية، وارتفاع قياسي بأسعارها في المعارض الخارجية بنسب تتراوح ما بين 30% إلى 50%.

اسعار السيارات

وقد أكد مستهلكون أن فروق الاسعار بين معارض السيارات والوكلاء وراء الزيادة الحالية، وتأخير تسليم حجوزاتهم بحجة عدم وصول السيارات، وطالبوا بتدخل الجهات المعنية للتحقيق في حجز السيارة بسعر محدد، بينما يرتفع عند الاستلام من المعرض إلى الضعف، إضافة لطول وقت الحجز الذي قد يصل إلى سنة كاملة.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه رئيس اللجنة الوطنية التجارية باتحاد الغرف السعودية، هاني العفالق، أن المستهلك السعودي أصبح أكثر وعيا ويلاحظ الفرق بين الأسعار عن طريق البحث لمعرفة الحقيقة وراء أسباب زيادة أرباح الوكيل عن سعر المعرض، وأرجع ارتفاع أسعار السيارات سواء من الوكلاء أو المعارض، إلى نقص المعروض في سوق السيارات من جهة، وارتفاع الطلب من جهة أخرى.

فضلا عن أن تداعيات أزمة كورونا ما زالت مستمرة، لا سيما في أسعار شحن السيارات، ما يقلل عدد السيارات بالسوق وبالتالي زيادة الأسعار. وقال العفالق: إن الوكيل لا يرفع الأسعار لزيادة أرباحه، بل يتأثر بعدة عوامل مؤثرة على سوق السيارات، مثل نقص المعروض، وزيادة التكلفة، وارتفاع أسعار الشحن الذي بلغت الضعف.

إقرأ أيضاً: حماية المستهلك المصرية تلزم تجار السيارات بالبيع بالسعر المحدد من الوكلاء والموردين.

تسليمات السيارات السعودية

من جانبه قامت وزارة التجارة السعودية بفتح تحقيقاً عاجلاً في تأخر تسلم العملاء لسياراتهم وتفضيل بعض وكالات السيارات للمعارض والتجار عن المواطنين.

وقد تبين عدم توفر موديلات السيارات للعام 2022 لدى العديد من وكلاء السيارات اليابانية والأوربية، في مقابل توفر جزء من السيارات الأمريكية.

يترقب المستهلكون تحقيقات التجارة مع الوكلاء بشأن ممارسات وكالات السيارات ومراجعة مبيعاتها ومخزونها، ورصد أعداد السيارات الجديدة في معارض السيارات ومعرفة مصادرها، والتحقق من أعداد السيارات التي تباع من قبل الوكلاء لتجار المعارض ومقارنتها بأعداد السيارات التي تباع للمستهلكين مباشرة.

حيث صرح متحدث وزارة التجارة عبدالرحمن الحسين: إن الوزارة تعمل حاليا على مراقبة ممارسات وكالات السيارات ومراجعة مبيعاتها ومخزونها، ورصد أعداد السيارات الجديدة في معارض السيارات ومعرفة مصادرها.

والتحقق من أعداد السيارات التي تباع من قبل الوكلاء لتجار المعارض ومقارنتها بأعداد السيارات التي تباع للمستهلكين مباشرة، كما ستتم مراجعة سجلات حجوزات المستهلكين والتحقق من التزام الوكلاء بتسليمها في المواعيد المحددة.

وشددت الوزارة على أنها ستقوم بتطبيق العقوبات الشديدة على الوكالات المخالفة إن وجدت، مؤكدة إعطاء الأولوية لطلبات المستهلكين.

وقد إنخفضت واردات السعودية من السيارات خلال السنوات الأخيرة، بشكل ملحوظ، فمن 1.2 مليون سيارة في العام 2015، تراجعت المعدلات تدريجياً لتصل إلى 546 ألف سيارة في العام 2021، بانخفاض يزيد عن 50%، وذلك وفقاً لبيانات رسمية.

Advertisements

و أكد وكلاء سيارات يابانية، خلال الجولة، أن قوائم انتظار السيارات الجديدة تمتد إلى 6 أشهر، في حين ذكر وكلاء السيارات الأوربية أن الانتظار يتراوح ما بين 6 إلى 9 أشهر.

وذلك كنتيجة مباشرة لعدم استلام الوكلاء لأعداد السيارات المقررة منذ ما قبل جائحة كورونا . كما سيتم تسليم السيارات الفارهة موديلات 2022، بعد أكثر من عام في نهاية النصف الأول من العام 2023، وفقاً لعملاء بالسوق.

أرجع وكلاء سيارات عالمية في المملكة، الأزمة الحالية إلى سلسلة من الأزمات المتتالية التي شهدها القطاع عالمياً على مدار العامين الماضيين، ومنها أزمات أشباه الموصلات، وتعثر سلاسل الإمداد وتداعيات جائحة كورونا.

والتي أدت إلي إغلاق معظم مصانع السيارات لفترات طويلة، حيث بات شراء سيارة مهمة شاقة ومشابهة لاقتناء منزل، سواء من حيث فترة الانتظار أو السعر.

سوق السيارات

واجهت الوكالات الكبرى في سوق السيارات السعودية، نقصاََ شديداََ في عدد من الموديلات الأوروبية واليابانية، منها “تويوتا” و”لكزس” و”مرسيدس” و”بنتلي” و”جي ام سي” و”رانج روفر” و”جيب” وغيرها.

كما شهد معروض السيارات الأمريكية، تعافياً نسبياً بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بحسب المدير الإداري لشركة الجفالي وكيل “مرسيدس” في المملكة وعضو اللجنة الوطنية للسيارات خالد النهاري، الذي أوضح أن الأزمة الأوكرانية جاءت في صالح وكلاء السيارات الأمريكية بالمملكة، وذلك بعد إيقاف تصدير السيارات الأمريكية لروسيا وتحويلها إلى منطقة الشرق الأوسط.

وقد أثرت الحرب الأوكرانية سلباً على الكثير من مصانع السيارات الأوروبية، والتي تعتمد في تصنيع جزء من مكوناتها على مصانع في أوكرانيا ودول أوروبا الشرقية.

وذلك بحسب منصور العدوان المدير العام لشركة “ساماكو” للمنطقة الشرقية وكيل سيارات (بورش – فولكس واجن -أودي – بنتلي)، الذي أوضح معاناة العديد من مصانع السيارات الأوروبية بسبب نقص مكونات وقطع الغيار، وتوقف المصانع في أوكرانيا مما قد يعود بأزمة المصانع لمستويات الإنتاج خلال جائحة كورونا، والتي تسببت في تعطل الإنتاج وتراجع المعروض.

وقد إنتعشت معارض السيارات والموزعين الخارجيين منذ العام الماضي، وزادت المعارض أسعار بيع السيارات بنسب زادت عن الضعف في بعض الأحيان.

وبحسب عملاء طلبوا شراء سيارة فارهة من أحد المعارض الخارجية وصل السعر إلى نحو 1.3 مليون ريال للاستلام الفوري، في مقابل سعر رسمي في وكالات السيارات لا يزيد عن 600 ألف ريال.

أصبحت معارض السيارات والتجار والموزعون الخارجون البديل في سوق المملكة لوكالات السيارات المعتمدة.