«رينو» تدرس بيع حصة في نيسان لدعم تحولها إلى السيارات الكهربائية

تدرس شركة “رينو” الفرنسية لإنتاج السيارات بيع جزء من حصتها في “نيسان”، وهي خطوة قد توفر لها مليارات اليوروات من أجل التحول إلى السيارات الكهربائية، وتخفيف حدة التوترات مع شريك التحالف.

وترغب نيسان نفسها في شراء بعض الأسهم، التي يبلغ عددها 1.83 مليار سهم، في شركة تصنيع السيارات اليابانية التي تمتلكها “رينو”، وقد تسعى “رينو” إلى مستحوذين آخرين لشراء جزء من حصتها البالغة 43% في “نيسان”.

آداء رينو المالي

زادت أسهم “رينو” بنحو 8.3% في تمام الساعة 11:35 صباحاً، يوم الجمعة، في تعاملات باريس.

وقد تراجعت عائدات شركة رينو الفرنسية للسيارات بطريقة أقل من التوقعات خلال الربع الأول من العام الحالي، في الوقت الذي تواجه فيه الشركة أزمة نقص الرقائق الإلكترونية التي تدخل في صناعة السيارات، والتراجع الشديد في مبيعاتها في روسيا بسبب الحرب المشتعلة في أوكرانيا.

وأوضحت الشركة، أمس، إن عائداتها انخفضت خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 2.7%، لتصل إلى 9.75 مليار يورو (10.6 مليار دولار).

وصرح المدير المالي في Renault تيري بيتون: «السوق اضطرب بشدة جراء الصراع القائم في أوكرانيا وأزمة أشباه الموصلات والتضخم».

وتشير تقديرات Renault إلى أن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية سوف تتسبب في خفض إنتاج الشركة بواقع 300 ألف سيارة تقريباً خلال العام الجاري، ولا سيما خلال النصف الأول.

وكان التراجع في عائدات Renault متوقعاً في ظل انخفاض حجم مبيعات الشركة على مستوى العالم بنسبة 17% خلال الربع الأول، بما في ذلك تراجع بنسبة 34% في روسيا، وهي ثاني أكبر أسواق الشركة، بحسب بيانات نشرت في وقت سابق هذا الأسبوع.

إقرأ أيضاً: تحالف بين رينو و نيسان وميتسوبيشي لتطوير بطاريات السيارات الكهربائية.

خطط الشركة

ومن خلال خفض حصة “رينو” التي تبلغ قيمتها 983.5 مليار ين (7.1 مليار يورو) في نيسان، فإنها ستكون مقبلة على عملية دقيقة حتى لا تزعزع استقرار التحالف القائم بين الشركتين منذ 23 عاماً. وتمتلك نيسان 15% من أسهم رينو، وليس لها حقوق تصويتية على قرارات الشركة الفرنسية.

و تُخطط الشركة لتفكيك أعمال السيارات الكهربائية وإدراجها بشكل منفصل، في حين قد تبحث عن شريك لتعزيز قوة أعمالها العريقة.

قالت المصادر، إنَّ أحد الخيارات يتعلّق بـ”جيلي هولدينغ غروب” في تشجيانغ الصينية، التي تسيطر على “فولفو كار”، بعدما توصلت “رينو” إلى اتفاقية إنتاج مشترك مع “جيلي” لمصنع في كوريا الجنوبية في وقت سابق من هذا العام. قال الطرفان، إنَّهما قد يتعاونان سوياً في الصين. ورفض ممثل “جيلي” التعليق على الأمر.

انشغل دي ميو، الرئيس التنفيذي لـ “رينو”، والبالغ من العمر 54 عاماً، بخطاه الواسعة نحو تحويل “رينو” قبل الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أجبرها على البدء في الخروج المُكلف وإيقاف خط إنتاج سياراتها من ثاني أكبر أسواقها.

قالت مصنّعة السيارات، إنَّها ستتحمّل تكاليف غير نقدية بحوالي 2.2 مليار يورو (2.4 مليار دولار) من أصولها الروسية التي تتضمّن مصنعاً في موسكو.

و قالت المصادر بشأن خرق Renault تحالفها مع نيسان ، إنَّ المفاوضات السرية لإعادة تشكيل تحالف “رينو” و”نيسان” قد تستغرق عدّة أشهر.

في الوقت نفسه، قد يشمل فصل سيارة “رينو” الكهربائية أصول “نيسان”، وفقاً للأشخاص المطلعة، مضيفين أنَّ “نيسان” ستكون كذلك شريكاً في عمليات محركات الاحتراق والهجين العريقة لدى شركة تصنيع السيارات الفرنسية.

قال المدير المالي تييري بيتون للمحللين، يوم الجمعة، إنَّ الشركتين تعملان سوياً على الإصلاح الهيكلي لـ”Renault“.

إذا قررت “Renault” البيع؛ ستكون “نيسان” في وضع أفضل لإعادة شراء أسهمها مما كانت عليه قبل عام.

تمتلك الشركة، ومقرها يوكوهاما في اليابان، نحو 2 تريليون ين (15.6 مليار دولار) من النقد والنقد المعادل، وتسير الأرباح التشغيلية للسنة المالية نحو نتائج إيجابية لأول مرة منذ عام 2019.