
ظهرت سيارة ترامب الشهيرة، التي يطلق عليها اسم “الوحش” (The Beast)، مجددًا خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى شرم الشيخ لحضور قمة السلام، حيث استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي في مطار المدينة، قبل أن يستقلا معًا تلك السيارة الأسطورية التي لطالما أثارت فضول العالم.
وبمجرد أن تحرك الموكب الرئاسي نحو موقع القمة، خطفت سيارة ترامب الأنظار بملامحها الفريدة وهيبتها الملفتة التي توحي بأنها ليست مجرد وسيلة نقل، بل حصن متحرك على عجلات.
ما هي سيارة ترامب “الوحش”؟

سيارة ترامب ليست سيارة عادية يمكن أن تراها في الشارع، بل هي واحدة من أكثر المركبات تطورًا من الناحية الأمنية والهندسية في العالم.
تستند السيارة في تصميمها إلى طراز كاديلاك الشهير، لكنها بُنيت خصيصًا للرئيس الأمريكي لتكون درعًا حقيقيًا ضد أي تهديد محتمل.
ويبلغ وزن سيارة ترامب نحو 8 أطنان، وهو ما يعادل تقريبًا وزن شاحنة صغيرة، نتيجة التدريع الثقيل الذي يغطي جميع أجزائها من الهيكل إلى الزجاج والأبواب.
تُعرف السيارة رسميًا باسم Cadillac One، ولكنها اكتسبت لقب “الوحش” نظرًا لقوتها الخارقة وقدرتها على الصمود في وجه أقسى الظروف.
يُشاع أن تصميمها بدأ منذ عهد الرئيس أوباما، وتم تحديثها في عهد ترامب لتشمل تقنيات جديدة تجعلها بمثابة “غرفة عمليات متنقلة” للرئيس في أي مكان بالعالم.
إطلع علي: فيراري تدخل عالم الكهرباء.. اليتريكا أول سيارة فيراري كهربائية بقوة خرافية
تصميم ومواصفات سيارة الرئيس ترامب “Cadillac One“

ما يميز سيارة ترامب ليس فقط شكلها الفخم، وإنما ما تخفيه تحت هذا الشكل.
فالهيكل الخارجي مكوّن من طبقات من الفولاذ والتيتانيوم والألومنيوم والسيراميك، وكلها مصممة لامتصاص الرصاص والانفجارات.
أما الأبواب، فوزنها وحدها يقارب وزن باب طائرة بوينغ 757، وهي محكمة الإغلاق تمامًا لمنع تسرب أي مواد كيميائية أو بيولوجية في حال وقوع هجوم.
الزجاج مضاد للرصاص بسماكة 13 سم تقريبًا، ويمكنه الصمود أمام الرصاص عالي العيار والقنابل اليدوية.
كما تحتوي السيارة على أرضية مدرعة مصممة لتحمل الانفجارات الناتجة عن الألغام الأرضية أو العبوات الناسفة، في حين أن الإطارات يمكنها السير لمسافة طويلة حتى لو تم تفريغها من الهواء بالكامل بفضل تقنية خاصة من شركة “غوديير”.
ومن المفارقات المدهشة أن السيارة رغم حجمها الهائل تستطيع الوصول إلى سرعة 97 كم/ساعة خلال 15 ثانية فقط، وذلك بفضل محرك ديزل V8 سعة 6.5 لتر، والذي تم تعديله خصيصًا لتقديم عزم دوران قوي وثابت في مختلف الظروف.
السرعة القصوى للسيارة محددة إلكترونيًا لأسباب أمنية، لكن حتى هذه السرعة كافية للهروب من أي موقف طارئ.
داخل المقصورة، تتحول سيارة ترامب إلى مركز قيادة متنقل.
فهي مجهزة بنظام اتصالات مشفّر يسمح للرئيس بالتواصل المباشر مع البنتاغون والبيت الأبيض في أي لحظة، حتى أثناء الحركة.
كما يوجد نظام إنترنت آمن وأجهزة بث واستقبال تعمل بالأقمار الصناعية، بالإضافة إلى مجموعة من الشاشات التي تتيح للرئيس متابعة المواقف الأمنية والسياسية في الوقت الحقيقي.
أما عن أنظمة الأمان الداخلية، فتشمل حقائب أكسجين للطوارئ، ونظام إطفاء حرائق يمكنه التعامل مع المواد الكيميائية والغازات، فضلًا عن خزانات وقود مدرعة لمنع الانفجار في حال تعرض السيارة لأي هجوم.
وتحتوي السيارة أيضًا على أسلحة دفاعية مثل غازات مسيلة للدموع وبنادق رشاشة مخفية يمكن تشغيلها أوتوماتيكيًا عند الحاجة.
إقرأ أكثر: قطر تهدي ترامب طائرة فاخرة بـ 400 مليون دولار قبل زيارته للبلاد
لماذا يطلق عليها “الوحش”؟

السبب في هذا اللقب ليس فقط مظهرها المهيب، بل لأنها تجمع بين القوة الفائقة والتكنولوجيا الذكية.
فهي قادرة على مواجهة الهجمات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية، وتمتلك نظام تنقية هواء متطور يجعل المقصورة الداخلية آمنة تمامًا في أي ظرف.
حتى الوقود المستخدم فيها مصمم خصيصًا ليكون مقاومًا للاشتعال السريع أو التلوث.
ويُقال إن سيارة ترامب يمكنها النجاة من انفجار قريب أو إطلاق نار كثيف دون أن يتأثر من بداخلها.
كما أن السيارة مزودة بأنظمة مراقبة محيطية وكاميرات حرارية تكشف أي تهديدات في محيطها بدقة عالية.
إطلع علي: سيارة بي ام دبليو X7 موديل 2025.. إليك المواصفات والأسعار بالصور
كم عدد سيارات “الوحش” في الخدمة؟
حاليًا هناك حوالي 10 سيارات من طراز الوحش في الخدمة داخل الأسطول الرئاسي الأمريكي، وتتم صيانتها بشكل دوري وتحديثها باستمرار.
كل سيارة من هذه السيارات تكلف حوالي 1.5 مليون دولار، لكن البعض يقدّر أن التكلفة الفعلية مع أنظمة الأمان قد تتجاوز هذا الرقم بكثير.
يُرسل عادةً عدد من سيارات “الوحش” مع كل زيارة رئاسية خارجية، بحيث يتم اختيار واحدة للاستخدام الفعلي، بينما تعمل البقية كسيارات دعم احتياطي ضمن الموكب.






