أخر الأخبار

“طيران الرياض” منافس جديد في سوق الطيران الخليجي

طيران الرياض
“طيران الرياض” منافس خليجي جديد لـ “طيران الامارات” و”طيران قطر”

أطلقت السعودية ناقلة وطنية إضافية جديدة، هي “طيران الرياض”؛ كي تثبت حضورها في ميدان سوق الطيران، لمواكبة مستهدفها بمضاعفة عدد زوار المملكة ثلاث مرات، وجذب رجال الأعمال والسياح من منافسيها.

وتتطلع شركة الطيران الجديدة لبدأ رحلاتها عام 2025، بطائرات تظهر باللونين الأزرق والخزامي، دون إعلان الشركة عن تفاصيل خطتها العملية والتي أشارت فقط أنها ستعمل وفق القانون السعودي.

في حين ستواصل “الخطوط الجوية العربية السعودية” التركيز على المسافرين القادمين للحج والعمرة.

الخطوط الجوية السعودية

منذ أن أطلقت المملكة العربية السعودية ناقلتها الوطنية قبل 78 عاماً، مثلت “الخطوط الجوية السعودية”، وسيلة النقل الرئيسة للحجاج والمعتمرين إلى مكة المكرمة عبر مطار جدة إلى حد كبير، مع الالتزام بالقواعد الاجتماعية الصارمة للبلاد.

فضلاً عن عدم تقديم المشروبات الكحولية على متن الرحلات، وارتداء النساء للملابس المحتشمة، وفصل مقاعدهم عن الرجال إن لم يكونوا من أسرة واحدة.

كما أن بعض الطائرات تخصص ركناً للصلاة، مع شاشة تشير إلى اتجاه القبلة مع تغير اتجاه الطائرة.

هذا في حين يتناقض ذلك بشكل حاد مع توجهات المنافسين الإقليميين، الذين أعادوا تعريف السفر الفاخر، عبر إتاحة خدمات الاستحمام في الجو، والخادم الشخصي على متن الرحلات، وكذلك توفير مشارب لركاب درجتي الأعمال والأولى حيث يمكنهم الاستلقاء على أريكة وشرب ما يرغبون به.

حيث طوّرت مؤخراً، “خطوط طيران الإمارات” و”الخطوط الجوية القطرية”، بالإضافة إلى “الخطوط الجوية التركية” في مطاراتها الرئيسية محطات ضخمة، مما حولها من نقاط عبور للمسافرين بين آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية، إلى وجهات بحد ذاتها.

بالإضافة إلى توفيرها لإمكانية الوصول إلى الشواطئ ومدن الملاهي ومراكز التسوق الراقية والفنادق الفخمة، بمجرد عبورهم بوابة المطار.

السعودية تطلق 4 مناطق اقتصادية في الرياض لتشجيع الاستثمار

استراتيجة “طيران الرياض” المستقبلية

تسعى “طيران الرياض” لوصول رحلاتها إلى 100 وجهة حول العالم بحلول عام 2030، إنطلاقاً من “مطار الملك سلمان الدولي”، المرفق الجديد العملاق قرب العاصمة الرياض، والمصمم لاستقبال 120 مليون مسافر سنوياً بنهاية العقد، بما يفوق بنسبة30% على القدرة الاستيعابية الحالية لمطار دبي.

حيث تهدُف من ذلك جذب المسافرين وتشجيعهم على البقاء لحضور إجتماعات عمل، أو القيام برحلات قصيرة إلى المعالم الأثرية والجبال والشواطئ على امتداد المملكة.

فقد طلبت”طيران الرياض” بالفعل 39 طائرة “بوينغ” من طراز “787 دريملاينر”، مع خيارات شراء لعشرات الطائرات الأخرى، وهي تسعى للحصول عما يقرب من 400 طائرة ضيقة الهيكل.

وتأتي توقعات المراقبون أن تكشف شركة طيران الرياض عن صفقة ضخمة إضافية خلال معرض باريس للطيران المُقرر عَقدُه من ( 19 : 25 يونيو)، حيث تخطط لإقامة حفل في فندق الخمس نجوم المملوك للسعودية “دي كريون” المُطل على ساحة كونكورد في باريس.

كما يؤكد “توني دوغلاس”، الرئيس التنفيذي لشركة “طيران الرياض”، والخبير في القطاع، والذي كان يدير حتى وقتٍ قريب شركة “طيران الاتحاد” المنافسة، على أن “تزايد عدد سكان المملكة، يتطلّب وجود ناقلة عالمية من الطراز الأول.. وبالنظر لمساحة المملكة المترامية الأطراف جغرافياً، فإن وجود أكثر من ناقل وطني أمر ضروري”.

بوينغ تسعى لبيع 150 طائرة بـ8 مليار دولار لشركة طيران الرياض

Advertisements

تطورات قطاع الطيران السعودي

تأتي هذه التطورات التي يُعاصرها قطاع الطيران في المملكة العربية السعودية في إطار الرؤية الأوسع لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الهادفة لتنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط، ومن ضمنها الاستثمار بقطاعات الرياضة والترفيه والسياحة.

وبغض النظر عن درجة فخامة الطائرات التي ستنقل الركاب؛ يُعد إقناع الوفود السياحية بزيارة مكان يتسم بارتفاع درجة حرارة الجو فيه ولا يُسمَح بتقديم المشروبات الروحية فيه، هو أمر صعب الترويج له.

فقد أفاد “جون ستريكلاند”، المحلل بشركة “جيه إل إس كونسلتنغ” (JLS Consulting)، بمدينة لندن، قائلاً: “لا يوجد شك بإمتلاك السعودية الوسائل والموارد اللازمة لبناء صناعة سياحية متميزة، لكن ذلك لا يعني أن الأمر سيكون سهلاً”.

وأضاف موضحاً بأن شركة طيران الرياض ستواجه كلّاً من الخطوط القطرية وطيران الإمارات اللتين أمضتا سنوات طويلة في بناء نماذج أعمالهما القائمة.

فمع تحوُّل التركيز إلى المسافرين القادمين بغرض الترفيه، بجانب زوّار الأماكن المقدسة، تُخطط السعودية لإضافة ناقلة منخفضة التكلفة تنطلق رحلاتها من الدمام، مركز صناعة النفط في البلاد، وشركة طيران جديدة كاملة الخدمات مقرّها “نيوم”، المدينة المستقبلية قيد الإنشاء على ساحل البحر الأحمر.

ويشير “محمد الخريسي”، نائب الرئيس للاستراتيجية بالهيئة العامة للطيران المدني، إلى أن الدفع قُدماً بقطاع الطيران “يدعم بشكل مباشر الصناعات الأساسية لأجندة رؤية المملكة 2030، بما في ذلك السياحة.

“طيران الرياض” تواجه الصعوبة

تواصل شركة “طيران الإمارات” وشركة “الخطوط الجوية التركية” تزويد أسطولهما بطائرات عريضة البدن للوصول إلى المرحلة القادمة من النمو، مما يزيد من حدة المنافسة في سوق الطيران.

بما يجعل شركة “طيران الرياض” تواجه الصعوبة بالحصول على مساحات زمنية للإقلاع والهبوط في المطارات الكبيرة خارج السعودية.

في حين تُسيِّر خطوط “طيران الإمارات” 6 رحلات يومياً على متن طائرات “إيرباص A380” العملاقة من دبي إلى مطار هيثرو في لندن، حيث المساحات الزمنية المتاحة نادرة.

فمنذ فترة طويلة، تمكنت دبي من إثبات نفسها كوجهة فاخرة للمسافرين الذين يحبون الاحتفالات، حيث يوجد أطول برج في العالم، ومرافق الترفيه، فضلاً عن النوادي الليلية، والسماح بالمشروبات الكحولية، وقيوداً مريحة للنساء.

“طيران الرياض” و”السعودية” تعقدان صفقة لشراء 121 طائرة “بوينغ” بـ37 مليار دولار

النجاح لا يأتي بتوفير الأموال

وفقاً لتجربة “طيران الاتحاد” الذي عمل بها “توني دوغلاس” في السابق، يُعد توفُر الأموال الطائلة لا يعني بالضرورة تحقيق النجاح.

فقبل بضعة أعوام، أنفقت الناقلة الإماراتية، ومقرّها العاصمة أبوظبي، الكثير من الأموال على توسيع أسطولها، وتقديم الخدمات المتميزة على متن رحلاتها، مثل الأجنحة متعددة الغرف التي أطلقت عليها تسمية “الإقامة” على متن طائراتها من طراز “إيرباص A380”.

وفي الوقت عينه، استحوذت على حصص كبيرة بناقلات متعثرة في 6 دول، بما في ذلك ألمانيا والهند وإيطاليا، لتوجيه المزيد من حركة الركاب إلى محطتها الرئيسية في أبوظبي.

ومن هنا قررت شركة طيران الرياض، أن تأتي بدوغلاس لضبط الأمور، حيث أشار بأن تجربته خلال الفترة التي قضاها في “طيران الاتحاد”، ستساعده على توجيه استراتيجيته في “طيران الرياض”، بهدف التركيز على خدمة العملاء داخل المملكة، وخارجها على حد سواء.

شركات الطيران تشدد على حل أزمة تأخير تسليم الطائرات الجديدة