أخر الأخبار

“شل” تسجل أرباحًا قياسية بفضل ارتفاع أسعار النفط والغاز

شل
شل تسجل أرباحًا قياسية بفضل ارتفاع أسعار النفط والغاز

أعلنت شركة “شل” العملاقة للطاقة اليوم الخميس تحقيق أعلى مستوى أرباح على الإطلاق خلال فترة ربع سنوية، بلغت هذه الارباح 9.13 مليار دولار، وذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط والغاز، وأرباح التكرير الممتازة والأداء القوي لقسم التداول بها.

حيث حققت شركة “شل” أرباحًا قياسية ،مدعومة بصعود أسعار النفط والغاز، وذلك رغم تحمل تكلفة محاسبية بقيمة 3.9 مليار دولار بسبب خروجها المخطط له من روسيا.

شركة “شل” أكبر متداول للغاز الطبيعي المسال في العالم، اتبعت نهج منافسيها من شركات الطاقة الكبرى التي أعلنت نتائجها، بما في ذلك بي بي البريطانية، وتوتال إنرجي، حيث أنها آخر الشركات الكبرى التي أعلنت عن نتائج الربع الأول من السنة الحالية، وتحقيق أرباح قياسية بسبب ارتفاع أسعار الطاقة الذي دعمه الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط.

تخطت شركة “شل” التي يقع مقرها في لندن أعلى تقديرات المحللين، حيث ساهمت الاضطرابات الشديدة في أسواق الطاقة في زيادة القسم التجاري لديها للأرباح.

كما أعلنت شركة “بريتيش بتروليوم” المنافسة أيضا عن ارتفاع حاد في الأرباح، يوم الثلاثاء الماضي.

ونتج عن صعود هذه الأرباح تجدد الدعوات من النشطاء والسياسيين لفرض ضريبة استثنائية. لكن يبدو أن المملكة المتحدة تستبعد حتى الآن فرض ضريبة مكاسب غير متوقعة، حيث ظهر أن رئيس وزراء المملكة المتحدة “بوريس جونسون” استبعد فعلاً مثل هذا الإجراء، قائلاً : إنه سيثبط الاستثمار الحيوي لإمدادات الطاقة المحلية.

قال “بن فان بيردن” الرئيس التنفيذي للشركة في بيان له يوم الخميس: “النتائج تعطينا الثقة للتخطيط لتوزيعات أرباح على المساهمين في المستقبل ولضخ الاستثمارات المنضبطة التي ستسرع من تنفيذ الاستراتيجية الخاصة بنا”.

قالت الشركة إن توزيعات الأرباح على المستثمرين في النصف الثاني من العام الحالي ربما تكون فوق نسبة 30% من حجم التدفق النقدي من العمليات التشغيلية.

إقرأ أكثر: شل تعتزم إنسحابها من مشاريع النفط والغاز الروسي.

أرباح شركة شل

تجاوزت شركة “شل” أعلى أرباح ربع سنوية سجلت في عام 2008،حيث حققت الشركة صافي دخل حوالي 9.13 مليار دولار (أي ما يعادل 7.3 مليار جنيه إسترليني) في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري (الربع الأول من العام الحالي) ، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف أرباحها البالغة 3.23 مليار دولار التي أعلنت عنها لنفس الفترة من العام الماضي.

يستبعد هذا الرقم التراجع الكبير نتيجة خروج الشركة المزمع من الأصول في روسيا، بما فيها مشروع الغاز الطبيعي المسال “سخالين -2”.
حيث قالت الشركة إن التوقف عن الاستثمار في النفط والغاز الروسيين بسبب الصراع في أوكرانيا كلفها 3.9 مليار دولار (3.1 مليار جنيه استرليني).

بينما ارتفعت هوامش أرباح “شل” المعدلة من عمليات التكرير والتجارة وتسويق المنتجات النفطية بمقدار 1.13 مليار دولار من خسارة 130 مليون دولار في الربع السابق، وأرباحا بلغت 781 مليون دولار العام الماضي، رغم انخفاض الأحجام إلى نحو 1.6 مليون برميل يوميًا، من 1.9 مليون.

وتأثّر كذلك التدفق النقدي ربع السنوي لشركة شل البالغ 14.815 مليار دولار بالتدفقات الخارجة البالغة 7.4 مليار دولار، نتيجة للتغيرات في قيمة مخزونات النفط والغاز.

ومع ذلك، سمحت الزيادة في الإيرادات لشركة “شل” بخفض عبء ديونها إلى 48.5 مليار دولار من 52.6 مليار دولار، في نهاية عام 2021.

ولأول مرة، أبلغت شركة “شل” عن أرباح قسم حلول الطاقة المتجددة والطاقة، حيث سجلت الوحدة، التي تعد صغيرة إلى حد ما في الوقت الحالي ولكنها ستكون جوهرية في إقناع المساهمين بأن الشركة قادرة على تحقيق تحول مربح نحو الطاقة النظيفة، صافي دخل معدل بلغ 344 مليون دولار، بالمقارنة بخسارة بلغت 102 مليون دولار خلال السنة السابقة.

سهم شل

إرتفع سهم شركة “شل” بنسبة 3.3% في التعاملات المبكرة، متفوقة على ارتفاع 1.8% لمؤشر شركات النفط والغاز.

كما ارتفعت أرباح شركة “شل” إلى 25 سنتًا للسهم كما هو مخطط، وتتوقع الشركة أن تتجاوز توزيعات المساهمين 30% من التدفق النقدي في النصف الثاني.

Advertisements

وقالت “شل” ، إن توزيعات الأرباح وعمليات إعادة شراء الأسهم قد بلغت 5.4 مليار دولار في الربع الأول، وهي جزء من خطتها لإعادة شراء 8.5 مليار سهم في النصف الأول من العام.

النفط الروسي

وفقًا لوكالة رويترز، قال متحدث باسم “شل” ، إن الأصول الروسية تحتفظ بمليار دولار في ميزانيتها العمومية، بما في ذلك لمحطات البنزين ومصنع زيوت التشحيم والأرباح المستقبلية من حصتها في مشروع سخالين 2 للغاز الطبيعي المسال، حسبما .

وبحلول نهاية العام الجاري، قالت “شل” ، إنها ستوقف جميع مشترياتها من النفط الروسي على المدى الطويل، باستثناء عقدين مع “منتج روسي صغير ومستقل” لم تذكر اسمه.

وقالت شركة شل، إن مبيعات الوقود ارتفعت 9% في الربع الأول إلى 18.3 مليون طن.

وقالت، إن عقودها لاستيراد منتجات نفطية مكررة من روسيا ستنتهي أيضًا، مضيفةً أن لديها عقودًا طويلة الأجل لشراء الغاز الطبيعي المسال الروسي.

يُنظر إلى الغاز الطبيعي المسال على أنه حاسم لإنهاء اعتماد أوروبا على خطوط الأنابيب الروسية.

شطبت الشركات الكبرى – عدا شركة “شيفرون” مبلغاً وصل إجماليه إلى 37 مليار دولار في ظل قطع العلاقات مع الكرملين في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا، وتشطب “شل” ما يصل إلى 5 مليارات دولار بتخارجها من روسيا.

تقدمت عائدات شركة “شل” على متوسط ​​رأس المال المستعمل – وهو مقياس لمدى فعالية الشركة في توظيف أموال مستثمريها – بما يتجاوز 10% لأول مرة منذ ما يزيد على عقد من الزمن.

حيث قام “فان بيردن” ، الذي تعهد منذ فترة طويلة بتحقيق عوائد من رقمين وتعرض خلال السنة الماضية لهجوم من قبل المستثمر الناشط دان لوب، الذي يسعى لتفكيك الشركة.

آثار حرب روسيا على أوكرانيا

ساعد الغزو الروسي لأوكرانيا في ارتفاع أسعار النفط والغاز، وتعتبر روسيا من أكبر مصدري النفط في العالم، لكن الدول الغربية تعهدت بخفض اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية.

وأسفر غزو أوكرانيا عن تعطيل مجموعة هائلة من أسواق الطاقة، بداية من النفط الخام والغاز الطبيعي وصولاً إلى الزيوت النباتية والنيكل، فقد أثبتت عمليات شراء السلع الأساسية وبيعها أنها مربحة تماماً.

قالت شركة “بريتش بترليوم” إن القسم التجاري لديها حقق أداء “استثنائياً” خلال الشهور الثلاثة الأولى من السنة الحالية.

أعلنت شركة “بريتش بتروليوم” عن أكبر خسارة لها في يوم الثلاثاء الماضي، حيث أعلنت أن تكلفة التخلص من حصة ملكيتها التي تقارب 20% في شركة “روسنفت” المدعومة من الكرملين علاوة على أصول أخرى في البلاد تصل إلى 25.5 مليار دولار.

خطط أوروبا لمواجهة روسيا

إقترح الرئيس التنفيذي للاتحاد الأوروبي، الأربعاء الماضي، فرض حظر نفطي مرحلي على روسيا، والذي سيكون، إذا دُعِم من قبل الدول الأعضاء، نقطة تحول لأكبر كتلة تجارية في العالم، نظرًا لاعتمادها على الوقود الروسي، على الرغم من أن الاتحاد لم يعمل بعد على حظر الغاز.

أدى حجم أرباح شركات الطاقة إلى دعوات من حزب العمال البريطاني المعارض لفرض ضريبة غير متوقعة لدعم الأشخاص الذين يكافحون لدفع فواتير الطاقة الخاصة بهم، بسبب ارتفاع الأسعار.

رفض المحافظون الحاكمون الفكرة، قائلين، إنها ستثني الشركات عن استثمار الأرباح في التحول إلى طاقة الكربون المنخفضة.