أخر الأخبار

تقلبات في سوق العملات الرقمية تهدد مستقبلها

العملات الرقمية
تقلبات في سوق العملات الرقمية تهدد مستقبلها

شهد سوق العملات الرقمية إضطرابات شديدة بعد إنهيار عملة “لونا” وفقدانها أكثر من 99٪ من قيمتها، التي كان من المفترض أن تكون مثبتة بالدولار، ما سلط الضوء على مدى جدوى وجود الآلاف من العملات المشفرة الموجودة حاليًا، ومدى إمكانية إستمرارها جميعًا.

وأصبحت العملات الرقمية مصدر قلق للمتداولين والمستثمرين بعدما أصبحت لفترة طويلة تصنف كملاذ آمن بعد إرتفاعها لمستويات قياسية خلال فترة وباء كوفيد-19.

وأدّى ذلك إلى قلق المستثمرين الذين سارعوا إلى التخلص مما بحوزتهم من العملات الرقمية، ما أدّى بدوره إلى سقوط سوق تلك العملات.

غموض سوق العملات الرقمية

منذ إنتشار العملات الرقمية في الأسواق ومؤشرات الأسهم، و يحاوطها الكثير من الغموض، ولعل أكثر ما يرغب الأشخاص بمعرفته، معرفة الشخص الذي يقف وراء العملة الأكبر منها، وهي البيتكوين التي تُعد مقياساً يحدد مصير باقي العملات.

توقع عاملون في سوق العملات المشفرة أن يشهد إنهياراً وشيكاً يؤدي إلى ضياع مليارات الدولارات، وإختفاء بعض العملات بشكل كامل من العالم، فيما شبّه البعض الإنهيار المتوقع بما حدث في بدايات الظهور المبكر لسوق “الدوت كوم”.

وقال تقرير نشرته شبكة “سي أن بي سي” الأميركية، إنه يوجد حالياً أكثر من 19 ألف عملة مشفرة والعشرات من منصات “بلوك تشين” في العالم،

وسط توقعات بأن تشهد السوق إنهياراً في هذه الصناعة خلال السنوات القليلة المقبلة يؤدي إلى إختفاء بعض العملات وتراجع قيمة بعضها الآخر.

يعتبر “بلوك تشين” عملة “الإيثيريوم” من تكنولوجيا البنية التحتية التي بني عليها العديد من العملات المشفرة المختلفة، والتي تشمل Dogecoin وBAT وShiba Inu وSAND

يعلق الرئيس التنفيذي لمؤسسة Web3، “برتراند بيريز”، على مثال عملة LUNA ويقول “أننا في مرحلة يوجد فيها عددًا كبيرًا جدًا من منصات البلوك تشين، وعددًا كبيرًا جدًا من العملات المشفرة، وهذا أمر محير للمستخدمين ويسبب الكثير من المخاطر”.

وأضاف كبير مسؤولي الاستثمار في Guggenheim، “سكوت مينيرد”، مزيدًا من التشاؤم، عندما قال إن معظم العملات المشفرة “غير مرغوب فيها” وإستثني عملتي ‘بيتكوين” و”إيثريوم” من تحليله.

ومن جانبه يقول “كالفن تشينغ” الرئيس التنفيذي لشركة “كالفن تشينغ” القابضة المختصة بإستثمار رمز المعجبين والحاصلة على ترخيص في إمارة دبي، أنه لا أحد يمكنه التنبؤ في حال كانت العملات الرقمية ستستمر أم لا.

ومؤخراً إعتبرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أن العملات المشفرة لا تساوي شيئاً.

تتنافس الكثير من منصات البلوك تشين المختلفة من إيثيريوم إلى سولانا للحصول على حصة سوقية، ولكن يرى الرئيس التنفيذي لبورصة العملات المشفرة FTX، بريت هاريسون، إن مئات من العملات المشفرة الموجودة حاليًا “لن تنجو”.

وأضاف هاريسون: “عندما تفكر في البلوك تشين، لن يكون هناك المئات في خلال 10 سنوات، وأعتقد أنه سيكون هناك فائزان واضحان (بيتكوين وإيثيريوم) لأنواع مختلفة من التطبيقات”.

إقرأ المزيد: بينانس تحصل علي موافقة مبدئية للعمل في أبوظبي.

ظهور العملات الرقمية

وظهرت العملات الرقمية في عام 2009، عندما أعلن شخص غامض يدعى ساتوشي ناكاموتو عن عملة البيتكوين، وهي عملة لامركزية، غير صادرة عن بنك مركزي أو دولة أو هيئة تنظيمية.

وبدأت عملة بيتكوين عبر نظام البلوك تشين، وتتم متابعتها من خلال شبكة حواسيب حول العالم، وتتم عملية التداول بها عن طريق البورصات الرقمية.

والبيتكوين والعملات المشفرة الأخرى هي عملات غير ملموسة، وغير موجودة على أرض الواقع، وهي عبارة عن أكواد رقمية مسجلة ضمن محفظة رقمية.

و أصبحت البيتكوين هي الأكثر قيمة والأكثر شيوعاً بين آلاف العملات المشفرة الأخرى التي تم إطلاقها منذ ذلك الوقت وذلك بإعتبارها أول عملة مشفرة.

وظهرت عملة البيتكوين لأول مرة في عام 2009، إلا أنه لم يتم تداولها نهائياََ حتى عام 2010، وتم تعدينها فقط؛ ولذلك كان من المستحيل وضع قيمة نقدية لها.

إقرأ المزيد: عملة «بيتكوين» تتراجع إلى أدنى مستوياتها في 16 شهراً.

وفي نفس العام قرر رجل من ولاية فلوريدا دفع ثمن وجبتين من البيتزا بعملة البيكوين التي يمتلكها، وكانت قيمة تلك الصفقة حينها 10 آلاف بتكوين، أي ما يعادل 288 مليون و250 ألف دولار بحسب قيمة البيتكوين اليوم لتكون بذلك أغلى بيتزا بالتاريخ.

ومع زيادة شعبية البيتكوين، وفكرة العملات اللامركزية، بدأت العملات الرقمية الأخرى بالظهور منذ عام 2011.

وفي عام 2013 وصل سعر البيتكوين ألف دولار، ولكنه بعد وقت قصير جداً بدأ السعر في الإنخفاض مرة أخرى، ووصل إلى حوالي 300 دولار، وظل مستقراً لحوالي عامين قبل أن يصل إلى ألف دولار مرة أخرى.

Advertisements

وفي عام 2014، توقفت أكبر بورصة بيتكوين في العالم (mt.gox) وذلك بسبب إختراقها وسرقة أموال المتداولين حيث تمت سرقة حوالي 450 مليون دولار.

وفي عام 2016، ظهرة عملة الإيثريوم، وبدأت تنافس البيتكوين، وفي عام 2017 ارتفعت القيمة السوقية لجميع العملات المشفرة من 11 مليار دولار إلى ما يزيد عن 300 مليار دولار، ووصل سعر البيتكوين حينها إلى 10 آلاف دولار.

وفي أبريل 2021، تخطى سعر البيتكوين حاجز الـ60 ألف دولار، ليسجل رقماً قياسياً بعد أشهر من الإرتفاع الحاد، وبعدما تجاوز حاجز الـ 20 ألف دولار في ديسمبر 2020.

ومؤخراً خسرت عملة “لونا” الرقمية قيمتها لتصل إلى صفر، و بالمثل فقدت عملة ستيبن الرقمية 22% من قيمتها في 28 مايو الماضي، وتم تداولها قرب مستوى 0.9 دولار

تعدين البيتكوين

عملة البيتكوين الرقمية
عملة البيتكوين الرقمية

ويتم تعدين حوالي 900 عملة بيتكوين يومياً من خلال عمليات التعدين، ولكن هناك إتجاهاً دورياً كل أربع سنوات يؤدي إلى خفض كمية البيتكوين الجديدة التي تدخل التداول بشكل يومي إلى النصف.

على سبيل المثال الكمية التي تم تعدينها في أبريل 2020، ستنخفض للنصف في أبريل 2024، وسيستمر الإنخفاض حتى يتم تعدين آخر بيتكوين والذي من المتوقع أن يحدث في عام 2140.

وحدث هذا الإنخفاض ثلاث مرات منذ ظهور البيتكوين، ولكن لا يوجد صلة تأثير مباشر في هذا التراجع على تقلب أسعار البيتكوين، فأدّى الإنخفاض الأول الذي حصل في عام 2012 إلى إرتفاع سعر البيتكوين.

بينما أدّى الإنخفاض النصفي الثاني الذي حدث في عام 2016 إلى إنخفاض قيمة البيتكوين، ولم يؤثر الإنخفاض الثالث الذي حدث في عام 2020 على سعر البيتكوين.

في ظل تدهور أسواق العملات الرقمية مؤخراً المدفوع بأسباب تباين الأسواق العالمية أو ما يطلق عليه مرحلة تصحيح مسار الأسواق في ظل معدلات عالمية عالية من التضخم، وسباق الحكومات للسيطرة عليه من خلال رفع أسعار الفائدة.

إقرأ أكثر: عملة البيتكوين تسيطر على حصة 46% من سوق العملات الرقمية.

عملة الدوجكوين المشفرة

زاد إنخفاض عملة الدوجكوين المشفرة بمعدل أسرع من العملات الأخرى وسط الإنهيارات في سوق العملات المشفرة.

في 15 يناير 2022، وصلت عملة “دوجكوين” المشفرة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 0.18 دولار، والذي كان أيضًا أعلى سعر له في عام 2022.

ومنذ ذلك الوقت ، انخفضت بنحو 50% منذ بداية العام وفقًا لتحليلات GlobalData.

بينما يتوسع مجتمع الـ Dogecoin بسرعة، يُعزى معظم هذا التطور إلى الدعاية المبالغة وحديث وسائل التواصل الاجتماعي.

كان تأييد الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة “تيسلا”، إيلون ماسك، كافياََ لإرتفاع سعر Dogecoin، وأظهر ماسك إعجابه بالعملة عدة مرات من خلال تويتر.

وفي عام 2021، أدى تأكيد ماسك، على إمكانية إستخدام Dogecoin للشراء منتجات من “تسلا” إلى زيادة أسعار العملات بنسبة 33%.

وقد نالت “دوج-كوين” اعجاب و تأييد العديد من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فناني الروك، “جين سيمونز” ومغني الراب “سنوب دوغ”، مما زاد من جاذبيته بين المستثمرين.

بالمقارنة مع بيتكوين، فإن عملة “دوجكوين” أكثر كفاءة في الدفع، حيث تستغرق علميات الدفع على بلوك تشين البيتكوين نحو 10 دقائق، بينما تستغرق عملة Dogecoin دقيقة واحدة فقط.

يوجد تمييز ملحوظ آخر وهو عدم وجود حد أقصي لعدد عملات “دوجكوين” التي يمكن تعدينها، بينما يوجد للبيتكوين حد أقصى بنحو 21 مليون وحدة.

يمكن إستخدام DOGE للمدفوعات والمشتريات، ولكنه ليس مخزنًا جيدًا للقيمة لأنه لا يوجد حد لعدد عملات DOGE التي يمكن إنشاؤها من خلال التعدين، مما يجعلها تضخمية للغاية.

ويعتبر هذا هو السبب في أن عددًا أقل من الشركات على مستوى العالم يقبل عملة DOGE للمدفوعات مقارنة بالعملات المشفرة الأخرى مثل “بيتكوين” و”إيثيريوم”.

على الرغم من إستفادة عملة “دوجكوين” من تأييد إيلون ماسك والمشاهير الآخرين، إلا أن شعبيتها وإعجابها قد لا تدوم طويلاً ما لم يتم القيام بحل لدعم هذه العملة المشفرة.

تهديدات مستقبلية

وعلى الرغم من أن العملات المشفرة مصممة لأغراض مختلفة، إلا أن كلًا من العملات المشفرة والعملات الرقمية للبنك المركزي (CBDC) مبنية على تقنية “البلوك تشين”.

ويجب أن تتأكد البلدان التي تعمل بنشاط على تقديم عملات البنوك المركزية الرقمية الخاصة بها من وضع حلول لمنع الإحتيال.

يمكن أن تحل عملات البنوك المركزية الرقمية محل العملة الورقية في النهاية، ومع ذلك، تظل إحتمالية حدوث عمليات التلاعب والإختراق واردة، ما لم يتم إيجاد حل لعيوب البنية التحتية.