أخر الأخبار

شركات الطيران تبحث عن بدائل مسارات جوية مسموح بها بعد إغلاق المجال الجوي الروسي

تعتبر  روسيا مهمة جداً بالنسبة لشركات الطيران العالمية
شركات الطيران تبحث عن بدائل مسارات جوية مسموح بها

كانت روسيا مهمة جداً بالنسبة لشركات الطيران العالمية، حيث تُعد جزءاً مهمًا في خريطة الطيران العالمي، حيث إعتادت مئات الرحلات الجوية عبور أراضيها الواسعة كل يوم، وذلك بسبب ربط أوروبا والولايات المتحدة بآسيا.

وتُعتبر الخطوط الجوية الروسية “إيروفلوت” من أقدم شركات الطيران في العالم، وقدّمت خدماتها إلى نحو 50 دولة باستخدام أحدث الطائرات التي تتنوع بين طُرز شركتَي “إيرباص” و”بوينغ”. كما تعد حقوق التحليق، التي منحتها روسيا لأكثر من 300 ألف طائرة تستخدم مجالها الجوي كل عام، أحد مصادر دخل الحكومة عبر تحصيل ملايين الدولارات كرسوم.

تأثير المجال الجوي الروسي على شركات الطيران

كانت شركات الطيران وصناعة السفر عمومًا تعوّل على هذا العام للتعافي من الضرر الذي لحق بها بشدة جراء جائحة فيروس كورونا، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا أثبط هذه  الآمال على الأرجح؛ فبعد مرور عامين من السفر المتذبذب بسبب قوانين كوفيد-19 المتغيرة باستمرار، تستعد شركات الطيران ومشغّلو الرحلات السياحية مرة أخرى للأجواء المغلقة، وإلغاء الرحلات، والمساقبل الغير معلوم للسفر الدولي.

و حتى الآن، أكثر من 30 دولة أغلقت مجالها الجوي أمام روسيا، ترافق بمعاملة بالمثل من قبل موسكو، إذ كانت هيئة الطيران المدني الروسية أعلنت إغلاق مجالها الجوي أمام شركات الطيران التابعة لنحو 37 دولة بالحد الأدنى، الثلاثاء. فيما يستمر المجال الجوي فوق أوكرانيا ومولدوفا وأجزاء من بيلاروسيا مغلقًا.

لكنَّ الغزو الروسي لأوكرانيا قلب موازين التحالفات المتزايدة في قطاع الطيران التجاري. وبعد حظر المملكة المتحدة لشركة “إيروفلوت”، وشركات الطيران الروسية الأخرى، دخول مجالها الجوي أواخر الشهر الماضي، وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات شاملة على روسيا؛ ردَّت الأخيرة بالمثل، وحظرت فعلياً على كل دول أوروبا -بما في ذلك سويسرا المحايدة تاريخياً- استخدام مجالها الجوي. وسرعان ما اتخذت الولايات المتحدة نفس قرار حلفائها الأوروبيين، وأغلقت مجالها الجوي أمام روسيا.

أحدثت هذه الخطوة اضطراب في خريطة الطيران العالمية، حيث تعتبر الأجواء الروسية هي أسرع طريق بين أوروبا وشمال آسيا، فيما يُعَدّ الإلتفاف حول هذا البلد الواسع أمراً صعباً للغاية، وبالفعل؛ قالت “فين إير” (Finnair)، الناقل الوطني لجمهورية فنلندا، التي تعتمد رحلاتها الطويلة إلى سيول، وشنغهاي، وطوكيو على الوصول إلى المجال الجوي لسيبيريا، إنَّ العديد من الرحلات الجوية لم يَعُد منطقياً من الناحية الاقتصادية.

اقرأ ايضًا: تنخفض الخسائر التشغيلية لشركة الاتحاد للطيران إلى 476 مليون دولار في 2021

التغيرات الناتجة عن غلق مجال روسيا

زيادة استهلاك الوقود اللازم وإنتاج المزيد من ثاني أكسيد الكربون، أدى إلى خسائر كبيرة لشركات الطيران العالمية، حيث يتوقع الخبراء أن تزداد نسبة استخدام الوقود حوالي 20% وذلك للطائرات التي تعتبر أكثر كفاءة في استهلاك الوقود مثل بوينغ 787-9 أو ايرباص A350-900. وتؤثر زيادة استخدام الوقود على زيادة انتاج ثاني أكسيد الكربون بسبب زيادة أوقات الرحلات واستهلاك أكثر للوقود.

زيادة وقت الرحلات إضافة ساعتين على الأقل فى الرحلات الطويلة، حيث تبحث شركات الطيران عن مسارات بديلة بما في ذلك الرحلات الجوية بين الولايات المتحدة وجنوب آسيا. ويتوقع “اومانج جوبتا”، أحد مستشاري حركات الطيران “إضافة ساعتين من زمن الرحلة لكل اتجاه”.

حيث تستغرق الرحلة المعتادة بين أوروبا وآسيا حوالي 11.8 ساعة و13.5 ساعة طيران في الاتجاه المعاكس، وبذلك يحتاج المسار الجديد لساعتين إضافيتين على الأقل.

زيادة أسعار التذاكر بحوالي 120 دولار

إرتفاع أسعار النفط والتي تبلغ حوالي 100 دولار للبرميل، سينتج عنه زيادة بالنفقات الإضافية لرحلات الطيران بحوالي 25 ألف دولار لكل رحلة ذهابًا وعودة، ويقول “اومانج جوبتا” أن شركات الطيران قد تطلب زيادة بحوالي 120 دولار لكل رحلة لتغطية التكاليف الإضافية.

ويتوقع أن تتغير طرق الشحن الجوي، مما قد يؤدي إلى تزايد مشاكل التوريد، خاصة أن العديد من رحلات الشحن تستخدم المجال الجوي الروسي للطيران بين أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.

قال الخبير الاستشاري في قطاع الخدمات اللوجيستية، “برايان كلانسي”؛ إنَّه في ظل حظر المسارات الجوية عبر سيبيريا في الوقت الحالي، أصبحت رحلات البضائع المنقولة جواً إلى أوروبا من المصانع في الصين وكوريا الجنوبية واليابان، تتخذ المزيد من الطرق الغير مباشرة التي تزيد من أسعار الشحن المرتفعة بالفعل. وبحسب موقع “فلايت رادرا 24” لرصد حركة الطائرات التجارية في الوقت الفعلي؛ فإنَّ رحلة شركة “لوفتهانزا للشحن” المنتظمة من فرانكفورت إلى طوكيو، أصبحت أطول بمقدار 2000 كيلومتر (1،243 ميلاً) عما كانت عليه قبل الحظر، مما زاد من وقت الرحلة بأكثر من ساعتين، واستهلاك حوالي 18 طناً إضافية من وقود الطائرات.

وأعلنت شركة لوفتهانزا، أكبر شركة طيران في أوروبا، تحويل مسارات الرحلات إلى آسيا سيبلغ “مليون يورو” شهريًا، حيث صرح المدير المالي لشركة لوفتهانزا، “ريمكو ستينبيرجن”، في حديث مع الصحفيين خلال عرض تحديثي حول أرباح الشركة الخميس، إن الشركة ستحتاج إلى رفع أسعار التذاكر لتعويض ارتفاع أسعار الوقود والتكاليف الأخرى.

Advertisements

هذا الأمر قد يتسبّب بتراجع الطلب، ما ينذر بأخبار سيئة لصناعة تكافح بالفعل لتعويض الخسائر المرتبطة بالجائحة، ناهيك عن التضخم.

من ناحية أخرى، لا تقتصر المعاناة على الطيران التجاري. فقد استهدفت العقوبات، أيضاً، الأثرياء الروس الذين اعتادوا على التجول في السماء بطائراتهم النفاثة من إنتاج شركات “داسو”، و”غلف ستريم” ، و”بومباردييه” .

ففي الفترة الأخيرة بدأت بعض الطائرات المملوكة لأثرى أثرياء الروس، والذين يقعون تحت قيود الاتحاد الأوروبي، في التحرك. في 28 فبراير، أقلعت طائرة “إيرباص” من طراز “إيه 340” (A340) المملوكة لقطب صناعة المعادن، عليشر عثمانوف، من ميونيخ تاركة المجال الجوي للاتحاد الأوروبي.

كعقوبة إقتصادية؛ ما يزال بإمكان معظم شركات الطيران الأوروبية الاعتماد على مساراتها المُربحة عبر المحيط الأطلسي لجلب الجزء الأكبر من أرباحها بعيدة المدى؛ ولكن كلما طالت مدة الحظر؛ زادت الفرص المحتملة كي تملأ شركات الطيران الصينية والآسيوية الأخرى، والتي لم يتم حظرها، بعض الفراغ في قطاع الطيران.

اقرأ أيضًا: هل ستحقق “AIRBUS” هدفها بتسليم 600 طائرة في2021

أثر الأزمة على السياحة وشركات الطيران

تبعًا لإتحاد مشغّلي الرحلات السياحية في روسيا، قام الروس بأكثر من 10.1 مليون رحلة سياحية إلى الخارج عام 2021. وقال الاتحاد لوكالة الأنباء الروسية إن 46.5% من مجمل السياح الذين زاروا 32 دولة فتحت حدودها، تدفقوا إلى تركيا العام الماضي، بينهم 4.7 مليون روسي.

وفي بداية عام 2022 بدت أنّ دولارات السياحة تتدفق جيدًا، وأظهرت أحدث البيانات من شركة تحليلات السفر ForwardKeys أن حجوزات الرحلات الجوية المغادرة روسيا لأشهر مارس وأبريل ومايو قد زادت بنسبة 32% مقارنة مع المعدلات المسجلة قبل الجائحة، وذلك قبل غزو أوكرانيا، أما أكثر البلاد المرغوبة بحسب الحجوزات فهي كانت تركيا، والإمارات العربية المتحدة، وجزر المالديف، وتايلاند؛ لكنّ، هذا الواقع تغيّر مع بداية روسيا الحرب على الدولة المجاورة لها.

وكانت الوجهات التي عانت من أعلى معدلات الإلغاء الفوري بين 24 و26 فبراير الماضي هي مصر بنسبة 234%، وقبرص (300%)، وتركيا (153%)، والمملكة المتحدة (153%)، وأرمينيا (200%)، وجزر المالديف ( 165%)، تبعًا لبيانات الشركة.

اقرأ أيضًا: السياحة في مصر تحقق إيرادات 13 مليار دولار في 2021

وسيسبب غياب السياح الروس مشكلة كبيرة لتلك الوجهات السياحية التي تعتمد على السياحة كمورد أساسي، ويبدو أن العديد من الدول لم تقطع علاقاتها بروسيا. ولا تزال الرحلات الجوية من الدولة مستمرة في دول مثل تركيا، وتايلاند، ومصر حاليًا، لكن الحالة الإقتصادية لروسيا تثير قلق مشغلي الرحلات السياحية في تلك الدول.

ونتج عن العقوبات الغربية، إنخفاض قيمة العملة الروسية “الروبل”، إلى مستويات منخفضة جديدة، ومع إنخفاض قيمة مدخرات الروس، سيصعب عليهم إستخدام بطاقات الائتمان المعترف بها عالميًا في الخارج خلال سفرهم.

وأعلنت شركات مثل “فيزا” و”ماستركارد” هذا الأسبوع أنها تعمل أيضًا على فرض عقوبات على روسيا، وفي ضربة محتملة أخرى للبلاد، تعقد منظمة السياحة العالمية اجتماعًا طارئًا للمجلس التنفيذي الأسبوع القادم لتقرير ما إذا كانت ستعلّق عضوية روسيا ومشاركتها في المنظمة.

اقرأ أيضًا: مطار دبي يعلن عن عودة عمله بكامل طاقته بنسبة 100%