أسعار القمح تتراجع بعد اتفاقية استئناف شحنات الحبوب الأوكرانية
إتفقت أوكرانيا مع روسيا علي استئناف تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، مما أدي إلي تراجع أسعار القمح عالمياً، بعد أشهر من الاضطرابات التي نتج عنها ارتفاع الأسعار وأثارت تحذيرات من أزمة غذاء عالمية.
إتفاقية لاستئناف شحنات الحبوب
تضمن الاتفاقية المُوقعة في إسطنبول، بوساطة الأمم المتحدة وبمساعدة تركيا، المرور الآمن للسفن التجارية من ميناء أوديسا الأوكراني وميناءين آخرين، كانا معزولين بحصار بحري روسي.
ومن المفترض أن تسهل اتفاقية أخري صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.
رحّبت الولايات المتحدة بالاتفاق، لكنها أعربت عن شكوكها في أن الكرملين سوف يلتزم بشروط الاتفاقية، بعد منع صادرات الحبوب الأوكرانية لعدة أشهر.
وقعت روسيا علي اتفاقية نقل الحبوب الأوكرانية، لكن التحدي المتمثل في نقل ملايين الأطنان من موانئ البحر الأسود المحاصرة قد بدأ للتو، نظراً لصعوبة العثور على السفن والطاقم المتاحين لنقل هذه الشحنات بين عشية وضحاها.
وأبدت شركات الشحن، وتجار الحبوب، ترحيبهما بالاتفاق كخطوة إيجابية، لكنهم حذروا من وجود العديد من العقبات، بما في ذلك ضمان سلامة البحارة والسفن، إلى جانب إيجاد تأمين مناسب وميسور التكلفة لتغطية النقل.
إقرأ المزيد: حظر الهند تصدير القمح جعل المستوردين الآسيويين في “مأزق”.
آلية تنفيذ الاتفاقية
كخطوة أولى، ستحتاج المياه الساحلية لأوكرانيا إلى إزالة الألغام، أو على الأقل إلى إيجاد ممر آمن يمتد لعدة كيلومترات، وفقاً لصحيفة الجارديان.
أصدرت كييف تقاريرًا مختلفة حول المدة التي سيستغرقها ذلك، مع تقديرات تتراوح من 10 أيام إلى عدة أشهر.
ويًقدر محللو الشحن، أن الأمر سيستغرق أسبوعين حتى يتم إعادة توجيه السفن إلى البحر الأسود.
وتحتاج أوكرانيا إلى أسطول مكون من 400 سفينة شحن مصممة لنقل البضائع الزراعية بين القارات بحيث يمكن لكل منها استيعاب ما يصل إلى 50 ألف طن، وذلك لنقل نحو 20 مليون طن من الحبوب العالقة في مخازن أوكرانيا.
ويعتمد هذا على توافر السفن في المناطق المجاورة، مثل البحر الأبيض المتوسط، وفقًا لكبير المحللين في شركة “Xeneta” لتحليلات سوق الشحن، بيتر ساند.
لم تتمكن أكثر من 100 سفينة من مغادرة موانئ أوكرانيا منذ بداية الصراع، ويعتقد أن معظمها عبارة عن سفن شحن بضائع سائبة.
القمح الأوكراني
أسفر غزو أوكرانيا، المنتِج الأساسي للقمح، عن تعطيل مبيعاتها، بينما ينتقل الاهتمام في الوقت الراهن نحو كيفية تأثير الحرب على شحنات الموسم الجديد، ومدى قدرة الدول الأخرى على سد النقص لديها.
يُعدّ شهر يوليو جزءاً مهماً من السنة لسوق القمح، نظراً لأنه الشهر الذي يشهد انطلاق عمليات حصد المحاصيل في جزء كبير من نصف الكرة الشمالي، ومعه تتزايد الصادرات.
لجأت أوكرانيا إلى تصدير كل ما يمكنها من خلال خطوط السكك الحديدية والنهر، في ظل إغلاق الموانئ البحرية.
في هذه الأثناء، باتت روسيا على وشك حصد واحدٍ من أضخم محاصيلها على الإطلاق، رغم أن القيود اللوجستية والمالية المرتبطة بالحرب تظل أسئلة جوهرية بخصوص الكميات التي تستطيع بيعها.
قد يكون معدل المبيعات من منطقة البحر الأسود التي مثلت من الناحية التاريخية ربع التجارة العالمية في موضع الاهتمام أكثر من السابق.
إقرأ أيضاً: القمح يرتفع لأعلى مستوى له في شهرين مع تصاعد أزمة أوكرانيا.
أسعار الحبوب
تراجع سعر القمح في الولايات المتحدة بعد الإعلان عن الاتفاق بنسبة 5.9% ليستقر عند 7.59 دولار للبوشل، وهو أدنى مستوى منذ بداية فبراير، لينخفض السعر بذلك أكثر من 40% من ذروته خلال الأزمة.
على الرغم من أن أسعار القمح الجديدة قد خسرت الكثير من الزيادات التي أعقبت الحرب الروسية على أوكرانيا، فإنها لا تزال مرتفعة بنسبة 10% عن السعر المعتاد في هذا الوقت من العام.
وهبطت أسعار الذرة بنسبة 1.6% اليوم ليستقر سعرها عند 5.6425 دولار للبوشل، وهو مستوى لم يُسجل منذ شهر نوفمبر 2021، وأقل 30% من ذروتها خلال الأزمة.
وإنخفض سعر الأرز بنسبة 5.3% عن أعلى مستوى له في مايو الماضي مستقراً عند 16.87 دولار لكل 100 باوند، ولكنه لا يزال مرتفعاً بنسبة 29% عن مستوياته المعتادة في هذا الوقت من العام.
الفاو: أسعار المواد الغذائية تتراجع للشهر الثالث علي التوالي في يونيو.
تعليق واحد