اقتصاد
أخر الأخبار

نمو اقتصاد السعودية 5% في الربع الثالث 2025 مدفوعاً بانتعاش النفط والأنشطة غير النفطية

اقتصاد السعودية
نمو اقتصاد السعودية 5% في الربع الثالث 2025 يؤكد قوة التعافي وتنوع مصادر الدخل

يشهد اقتصاد السعودية خلال الربع الثالث من عام 2025 قفزة لافتة في أدائه، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 5% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وفق التقديرات السريعة للهيئة العامة للإحصاء.

ويعكس هذا النمو المتوازن اتساع النشاط الاقتصادي في مختلف القطاعات، إذ حققت الأنشطة النفطية ارتفاعاً قدره 8.2%، في حين نمت الأنشطة غير النفطية بنسبة 4.5%، وسجلت الأنشطة الحكومية نمواً بلغ 1.8%.

هذه المؤشرات مجتمعة تؤكد أن المملكة تواصل ترسيخ مكانتها كقوة اقتصادية إقليمية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

الأداء العام للناتج المحلي في الربع الثالث

تظهر بيانات الربع الثالث أن اقتصاد السعودية يحقق توازناً بين القطاعات المختلفة.

  • ارتفعت الأنشطة النفطية بفضل زيادة الإنتاج وتحسن الأسعار العالمية.
  • واصلت الأنشطة غير النفطية، بقيادة قطاعات الصناعة والسياحة والخدمات المالية، تحقيق أداء قوي.
  • أما القطاع الحكومي، فقد حافظ على استقراره عبر الإنفاق الاستراتيجي على البنية التحتية والمشروعات الوطنية.

وعلى أساس ربعي، حقق الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المعدّل موسمياً نمواً بنسبة 1.4% مقارنة بالربع الثاني من العام نفسه، نتيجة ارتفاع الأنشطة النفطية 3.1%، والأنشطة الحكومية 0.7%، والأنشطة غير النفطية 0.6%.

هذا النمو المستمر يعكس قدرة الاقتصاد السعودي على التكيّف مع المتغيرات العالمية، وتحقيق التوازن بين الإيرادات النفطية ومصادر الدخل البديلة.

مساهمة القطاعات في دفع النمو الاقتصادي

أسهمت الأنشطة النفطية بمقدار 2.0 نقطة مئوية من إجمالي معدل النمو، مدفوعة بتحسن الطلب العالمي واستقرار إنتاج المملكة ضمن استراتيجية “أوبك+”.

كما عززت المملكة صادراتها من الخام والبتروكيماويات، مما دعم ميزان المدفوعات وأثر إيجابياً في الحساب الجاري.

الأنشطة غير النفطية

تعد الأنشطة غير النفطية المساهم الأكبر في النمو، إذ أضافت 2.6 نقطة مئوية.

وجاءت الزيادة مدفوعة بعدة قطاعات فرعية أبرزها:

  • قطاع السياحة والضيافة: الذي استفاد من ارتفاع أعداد الزوار والمناسبات الدولية الكبرى.
  • القطاع الصناعي: بفضل التوسع في الصناعات التحويلية والطاقة المتجددة.
  • الخدمات المالية والتقنية: حيث ازداد الإقبال على الخدمات الرقمية والمصرفية.

يأتي هذا التوسع في إطار جهود المملكة لتنويع الاقتصاد وتخفيف الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، وهي خطوة استراتيجية تضع اقتصاد السعودية على مسار أكثر استدامة.

الأنشطة الحكومية وصافي الضرائب

ساهمت الأنشطة الحكومية وصافي الضرائب على المنتجات بنحو 0.2 نقطة مئوية لكل منهما في النمو الكلي، نتيجة لزيادة الإنفاق العام وتحسين كفاءة إدارة الإيرادات، بما يعزز الدور الداعم للدولة في تحفيز الاقتصاد المحلي.

إقرأ أيضا: السعودية تتوج عالميا بجائزة التميز لـ “OERx”.. ريادة جديدة في مستقبل التعليم المفتوح

التحديات والفرص أمام اقتصاد السعودية

التحديات

  • تقلب أسعار النفط: رغم التنويع، لا يزال القطاع النفطي يلعب دوراً محورياً في إيرادات المملكة.
  • تسارع التحول الاقتصادي: تحتاج المملكة إلى مواصلة تنفيذ مشاريعها الكبرى بوتيرة سريعة لضمان تحقيق أهداف 2030.
  • الظروف الجيوسياسية العالمية: التي قد تؤثر على حركة التجارة والطاقة.

الفرص

  • الاستثمارات الأجنبية المباشرة: شهدت تدفقات متزايدة بفضل بيئة الأعمال المتطورة والمبادرات الحكومية الداعمة.
  • الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر: تمثل قطاعات واعدة تدعم تنويع مصادر الدخل وتعزز موقع المملكة كمركز عالمي للطاقة المستدامة.
  • القطاع السياحي: مع تزايد الفعاليات الكبرى والمشاريع الترفيهية، يشكل رافعة قوية للاقتصاد المحلي.

كل هذه العوامل مجتمعة تشير إلى أن اقتصاد السعودية بات أكثر قدرة على الصمود أمام التحديات، وأكثر جاهزية للاستفادة من الفرص المستقبلية في ظل الرؤية الوطنية الطموحة.

مستقبل الاقتصاد السعودي.. من التعافي إلى الازدهار

يمثل النمو بنسبة 5% في الربع الثالث 2025 خطوة جديدة في مسيرة المملكة نحو تحقيق تنمية مستدامة ومتنوعة.

فقد استطاعت السعودية أن توازن بين القطاعات النفطية وغير النفطية، وتحقق نتائج إيجابية في الناتج المحلي والوظائف والاستثمارات.

ويرى خبراء الاقتصاد أن استمرار هذه الوتيرة التصاعدية سيجعل الاقتصاد السعودي من بين الأسرع نمواً في مجموعة العشرين خلال الأعوام المقبلة، خاصة مع التوسع في مشاريع البنية التحتية، والصناعة، والتقنية، والسياحة، مما يعزز مكانة المملكة كمحرك رئيسي للنمو في المنطقة.

وفي الختام إن الأداء القوي في الربع الثالث من عام 2025 يرسّخ ثقة المستثمرين في اقتصاد السعودية، ويؤكد أن مرحلة التعافي قد تحوّلت إلى مرحلة ازدهار مستدام.

فالتنويع الاقتصادي لم يعد هدفاً مستقبلياً فحسب، بل أصبح واقعاً ملموساً يدفع المملكة نحو آفاق جديدة من النمو والتنافسية الإقليمية والعالمية.

إكتشف: “قطار حلم الصحراء”.. السعودية تطلق أول قطار فاخر فئة الخمس نجوم في الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى