السعودية تتوج عالميا بجائزة التميز لـ “OERx”.. ريادة جديدة في مستقبل التعليم المفتوح

فازت المنصة الوطنية للموارد التعليمية المفتوحة “OERx” بجائزة التميز في التعليم المفتوح لعام 2025، التي تمنحها منظمة Open Education Global العالمية.

جاءت الجائزة ضمن فئة الابتكار في الموارد التعليمية، وهي إحدى أرفع الجوائز الدولية التي تكرم المؤسسات الساعية لنشر المعرفة وتوسيع فرص التعلم أمام الجميع.

يعد هذا الفوز تأكيداً عملياً على الريادة السعودية في مجال التعليم الإلكتروني والمفتوح، الذي بات أحد ركائز التنمية المستدامة وبناء الإنسان في عصر الاقتصاد المعرفي.

فمنذ إطلاق OERx تحت إشراف المركز الوطني للتعليم الإلكتروني، وضعت المنصة هدفاً يتمثل في توفير موارد تعليمية رقمية مفتوحة تلبي احتياجات المتعلمين والمعلمين على حد سواء، وتدعم الابتكار في أساليب التدريس والتعليم.

كما يأتي هذا الإنجاز انعكاساً مباشراً لرؤية المملكة 2030، التي جعلت الاستثمار في التعليم والتقنية ركيزة أساسية في بناء مجتمع معرفي متطور، قادر على المنافسة عالمياً.

منصة OERx ودورها في تمكين المجتمع المعرفي

تعد المنصة الوطنية للموارد التعليمية المفتوحة “OERx” إحدى المبادرات الرائدة التي تجسد مفهوم “التعليم للجميع”، حيث تتيح آلاف المواد التعليمية الرقمية بمختلف اللغات والتخصصات، من مصادر محلية وعالمية موثوقة، لجميع المستخدمين داخل المملكة وخارجها.

وقد أسهمت المنصة في دعم مبدأ العدالة التعليمية عبر تمكين كل فرد من الوصول إلى المحتوى التعليمي عالي الجودة دون قيود أو تكاليف، ما جعلها نموذجاً يعترف به في العالم العربي.

فهي لا تقتصر على توفير محتوى جامعي فحسب، بل تشمل موارد تدريبية ومهنية وأدوات تفاعلية حديثة تساعد المتعلمين على تطوير مهاراتهم المستقبلية.

من خلال تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، تعمل OERx على تخصيص تجربة تعليمية أكثر فاعلية وتكيفاً مع احتياجات المستخدمين، بما يضمن تحقيق أفضل النتائج التعليمية.

كما تقدم أدوات مبتكرة تتيح للمعلمين مشاركة مواردهم وخبراتهم مع المجتمع الأكاديمي، مما يعزز ثقافة التشارك في المعرفة والانفتاح العلمي.

إطلع علي: كيف تتجاوز إيرادات السينما السعودية التوقعات في عام 2025؟

كيف تقود السعودية مشهد التعليم الإلكتروني؟

لم يأتي فوز السعودية بجائزة التميز العالمية في التعليم المفتوح من فراغ؛ بل هو ثمرة جهود وطنية متكاملة تقودها مؤسسات التعليم والتقنية بدعم مباشر من القيادة.

فخلال السنوات الماضية، شهدت المملكة طفرة كبيرة في تطوير البنية التحتية الرقمية للجامعات والمدارس، إلى جانب إطلاق برامج نوعية لدعم التعليم المدمج والتعليم عن بُعد.

وتأتي OERx في مقدمة هذه الجهود، إذ أصبحت المنصة مركزاً لتمكين التعليم المفتوح داخل المملكة.

فهي تسهم في تعزيز الابتكار الأكاديمي، وتوفر فرصاً غير محدودة للطلاب والباحثين لتبادل المعرفة.

كما تربط الجامعات السعودية بشبكات دولية من المؤسسات التعليمية، مما يفتح آفاقاً أوسع للتعاون العلمي العالمي.

ولا يقتصر أثر هذه المنصة على المجال التعليمي فقط، بل يمتد إلى تعزيز التنافسية الاقتصادية من خلال تأهيل كوادر بشرية قادرة على التكيف مع متطلبات سوق العمل الرقمي، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال القائمة على المعرفة.

OERx نموذج عالمي للابتكار في التعليم

تؤكد التقارير الدولية أن المملكة اليوم تصنّف بين الدول الأكثر تطوراً في مجال التعليم الإلكتروني والمفتوح، إلى جانب دول مثل الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وإسبانيا والمكسيك.

وقد أصبحت OERx بمثابة علامة فارقة في هذا التحول، لما تتمتع به من نموذج إداري وتقني متكامل يجمع بين الجودة والانفتاح.

فالمنصة لا تكتفي بتقديم الموارد التعليمية فحسب، بل تضع معايير دقيقة لضمان جودة المحتوى، وتشجع على تبني سياسات الترخيص المفتوح “Open Licensing” التي تتيح إعادة استخدام المواد وتكييفها وتطويرها بما يتناسب مع احتياجات المتعلمين.

كما أن حصولها على جائزة التميز من منظمة Open Education Global يعزز حضور السعودية على خارطة التعليم العالمي، ويؤكد أن الاستثمار في التعليم المفتوح بات جزءاً من استراتيجية وطنية تستهدف بناء اقتصاد معرفي مزدهر.

وفي النهاية تتطلع المملكة من خلال مبادرات مثل OERx إلى ترسيخ ثقافة التعلم مدى الحياة، بحيث يصبح الوصول إلى المعرفة حقاً متاحاً للجميع في أي وقت ومن أي مكان.

ويجري العمل حالياً على توسيع نطاق المنصة لتشمل محتوى أكثر تخصصاً، وتوفير أدوات تفاعلية متقدمة تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز لتحسين تجربة المستخدم التعليمية.

ومع استمرار الدعم المؤسسي الكبير من المركز الوطني للتعليم الإلكتروني، تمضي المنصة الوطنية للموارد التعليمية المفتوحة “OERx” بخطى ثابتة نحو مستقبل يجعل التعليم السعودي في صدارة العالم.

فالتعليم المفتوح لم يعد مجرد خيار، بل أصبح ركيزة استراتيجية لبناء وطن رقمي معرفي يقود التغيير ويصنع الفارق في المشهد العالمي.

إكتشف: انتعاش في البورصة السعودية.. مؤشر تاسي يواصل الارتفاع مدعوماً بالأسهم القيادية