الصناعات التركية تشهد تقلبات غير مسبوقة بسبب أزمة الليرة التركية
تعرضت العديد من الصناعات التركية خلال الأونة الأخيرة إلي توالي الضربات، نتيجة الإنخفاض غير المسبوق في الليرة التركية حيث إستمر ذلك لعدة أسابيع متوالية.
فقد شهدت العملة التركية تقلبات عديدة منذ حلول شهر سبتمبر من العام الجاري أمام الدولار، إلي جانب محاولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ،لتهدئة الأوضاع الإقتصادية من خلال سياسته لخفض أسعار الفائدة محاولا دعم شعبيته، التي قد تضائلت وفقًا لتقارير شركة MetroPOLL التركية لإستطلاعات الرأي.
محاولات الرئيس لدعم الليرة التركية
شهدت الليرة التركية بداية تعافي تعويضا لهبوطها ،وذلك بعد قرارات الرئيس المعلنة في يوم الإثنين 21 ديسمبر، حيث أعلن حزمة إجراءات
إستثنائية طارئة للسيطرة علي هبوط العملة:
- الإعلان عن برنامج جديد يحمي المدخرات من التقلبات التي تشهدها العملة المحلية
- عرض السلطات التركية عقود آجلة غير قابلة للتسليم لإعانة المصدرين على التخفيف من مخاطر الصرف الأجنبي الناشئة من تزايد التقلبات للعمله.
- قال الرئيس إن تركيا سوف تعوض الخسائر التي تعرض لها أصحاب الودائع بالليرة، إذا تخطت إنخفاضات عملة بلاده مقابل العملات الصعبة.
- حيث صرح الرئيس بأن : “تركيا ليس لديها النية ولا الحاجة إلى التراجع عن أي خطوة من إقتصاد السوق الحر ونظام الصرف الأجنبي”.
- قرار بخفض ضريبة الإستقطاع على الإستثمارات في الأذون بالليرة الصادرة عن الحكومة لتصل إلى 0% ،بعدما كانت 10%.
- ستطابق الحكومة 30% من جميع المساهمات التي يقدمها عمال القطاع الخاص لنظام التقاعد الاختياري، ارتفاعاً من المستوى الحالي البالغ25%.
بناء عليه سيطرت الليرة التركية علي إستمرار هبوطها وخسائرها التي وصلت إلى 10.6% ، وتم التداول لها على إنخفاض بنسبة 5.9% عند 17.4240 للدولارمساء الإثنين، في إسطنبول بعد إعلان الرئيس مباشرة.
أثر التقلبات علي الشركات التركية
أفصح العديد من المديرين التنفيذيين لدى الشركات التركية، إن مخاطر تجاوز سعر الصرف لتكاليف الإقتراض التي تتزايد، قد أصبحت مصدر قلقهم الرئيسي في هذا الوقت.
وتعتبر هذه التقلبات سيئة أيضا لشركة التغليف التركية، (EA Ege Ambalaj) التي تقع في إزمير.
حيث خسرت فعلياً 885 ألف ليرة (69000 دولار) تقريبا بعد شرائها 100 طن من البتروكيماويات المستخدمة في تصنيع منتجات كأغلفة الطعام البلاستيكية ،والشريط اللاصق، عندما كانت الليرة التركية أضعف في مقابل الدولار الأمريكي.
حيث قال صاحب شركة التغليف أولكاي سيفين: “بالنسبة لي، تعتبر سياسة سعر الصرف المستقرة أهم بكثير من خفض أسعار الفائدة، لأنني أقترض بمبالغ صغيرة “.
تحدث أيضا محلل الأسواق الناشئة، “تيموثي آش” في BlueBay Asset Management عن سياسة أسعار الفائدة قائلا “إنه أمر مجنون، ليس هناك أي مبرر لهذه الخطوة حيث لم يكن هناك أي مبرر لتخفيضات أسعار الفائدة التي شهدناها حتى الآن هذا العام”.
وتوقفت شركة “أبل” مسبقا وبشكل مؤقت عن بيع منتجاتها للعملاء في تركيا مع إستمرار أزمة إنهيار الليرة التركية.