النفط يحقق مكاسب أسبوعية للمرة الرابعة على التوالي
النفط يتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية متواضعة للمرة الرابعة على التوالي، على الرغم من تقلص مدى صعوده بضعط من إرتفاع الدولار أمام العملات الرئيسية بالأسواق العالمية.
فبينما تراجعت أسعاره اليوم، لكن طغى التفاؤل بشأن توقعات الطلب، خاصة الطلب الصيني، على المخاوف بشأن تشديد السياسة النقدية والتباطؤ الاقتصادي اللذين إجتمعا لإحداث إضطراب في الأسواق المالية الأوسع.
عند تسوية تعاملات اليوم الجمعة، صعد سعر عقود خام “نايمكس” الآجلة بنسبة 0.8 بالمائة مسجلاً 71.64 دولار للبرميل، ومحققاً مكاسب أسبوعية بنسبة 1 بالمائة.
كما زاد سعر العقود الآجلة لخام “برنت” القياسي بنسبة 0.5 بالمائة عند مستوى 73.48 دولار للبرميل.
وفي يوم الجمعة الماضية، سجلت العقود الآجلة لخام “نايمكس” مكاسب أسبوعية بنسبة 1.9 بالمائة، محققة أعلى مستوى منذ أكتوبر 2018.
في حين انخفض خام برنت بنسبة 0.25% إلى 111.76 دولار للبرميل، كما تراجع غرب تكساس الأميركي بنسبة 1.21% إلى 110.85 دولار للبرميل .
حيث واصلت مؤشرات النفط الخام موجة التقلبات الشديدة، وقال “أندرو ليبو”، رئيس شركة (Lipow Oil Associates) في هيوستن: “كانت السوق شديدة التقلب، ويتفاعل السوق مع جميع أنواع العناوين المختلفة ساعة إلى أخرى”.
إقرأ المزيد: ميزانية السعودية تحقق فائضاً 57 مليار ريال خلال الربع الأول.. بدعم إيرادات النفط.
تأثر النفط بالدولار
تأثرت مكاسب النفط بإرتفاع الدولار أمام العملات الرئيسية خلال الفترة الماضية، وذلك عقب قرار السياسة النقدية في الولايات المتحدة برفع سعر الفائدة، وكذلك توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة مرتين قبل نهاية 2023.
النفط يكون أكثر تكلفة في العملات الأخرى، حيث أدت تلميحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى دعم أداء الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية، ما يجعل هناك شكوك حول معدل الطلب عالمياً على الخام.
إقرأ أكثر: أوبك تخفض توقعاتها للطلب على النفط إلى 3.4 مليون برميل يوميًا في 2022.
الدولار أمام العملات الأخري
صعد الدولار أمام اليورو بنسبة 0.3 بالمائة، خلال تعاملات اليوم، لتسجل عملة أوروبا الموحدة 1.1875 دولار.
كما زادت الورقة الخضراء بنسبة 0.8 بالمائة أمام الجنيه الإسترليني والذي سجل 1.3816 دولار.
بينما هبط الدولار أمام الين الياباني بأقل 0.1 بالمائة عند مستوى 110.140 ين.
ويُرجح أن دعم أسعار الخام عالمياً بسبب إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الأربعاء الماضي، هبوط مخزونات النفط بالولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي – المنتهي في 11 يونيو – بمقدار 7.4 مليون برميل، بأكثر من التوقعات.
وحذر وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أمس، من حدوث دورة فائقة جديدة في أسعار النفط العالمية؛ نتيجة نقص الاستثمارات الجديدة في التنقيب.
إقرأ أيضاً: “شل” تسجل أرباحًا قياسية بفضل ارتفاع أسعار الـنفط والغاز.
الصين أكبر مستورد للنفط
في الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، خطط المسؤولون الصينيون لتخفيف القيود في شنغهاي، مما قد يزيد من تشديد إمدادات الطاقة العالمية.
فبعد أن رفعت سلطات شنغهاي بعض عمليات الإغلاق المتعلقة بكوفيد-19 وتم منح السكان حرية الخروج لشراء البقالة لأول مرة منذ نحو شهرين،زاد تفاؤل المحللين بانتعاش الطلب الصيني على النفط الخام، كما يراقب المستثمرون عن كثب خطط تخفيف قيود فيروس كورونا اعتبارًا من الأول من يونيو في مدينة شنغهاي الأكثر اكتظاظًا بالسكان ، مما قد يؤدي إلى انتعاش في الطلب على النفط من أكبر مستورد للخام في العالم.
زاد إجمالي واردات الصين من الـنفط الخام الشهر الماضي بنحو 7% على أساس سنوي، وهو أول ارتفاع لها في ثلاثة أشهر، على الرغم من أن عمليات الإغلاق الواسعة بسبب كوفيد-19 أدت إلى تقليص الطلب على الوقود وخفض إنتاج المصافي.
بحسب رويترز، استناداً إلى بيانات الجمارك الصينية الرسمية، قفزت واردات الصين من النفط الخام من السعودية 38% في أبريل/نيسان مقارنة بالفترة المقابلة من العام السابق ، لتسجل أعلى حجم شهري منذ مايو/ أيار 2020،
وبحسب “بلومبرج”، استنادا إلي بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية، بلغت الشحنات السعودية 8.93 مليون طن الشهر الماضي، بما يعادل 2.17 مليون برميل يوميًا،
كانت المشتريات قد بلغت 1.61 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار و1.57 مليون برميل يوميًا قبل عام.
وارتفعت الواردات من روسيا، ثاني أكبر مورّد، بنسبة أربعة بالمائة إلى 1.59 مليون برميل يومياً، مقارنة مع 1.5 مليون برميل يوميًا في مارس/ آذار و1.53 مليون برميل يوميًا قبل عام ، مع حجز الشحنات قبل تشديد الحكومات الغربية للعقوبات بسبب الحرب الروسية لأوكرانيا في أواخر فبراير.
كما أظهرت البيانات أن شحنات النفط الروسي في أبريل/نيسان بلغت إجمالًا 6.55 مليون طن.
عقوبات أوروبا ضد روسيا
إقترح الاتحاد الأوروبي هذا الشهر حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا بسبب حربها لأوكرانيا، وهو ما تسميه موسكو “عملية عسكرية خاصة”.
وسيشمل ذلك حظرًا كاملًا على واردات النفط في غضون ستة أشهر، لكن الإجراءات لم يتم تبنيها بعد.
قال نائب رئيس الوزراء الروسي “ألكسندر نوفاك” يوم الخميس، إن موسكو سترسل أي نفط ترفضه الدول الأوروبية إلى آسيا ومناطق أخرى.
وقال “نوفاك” : إن إنتاج روسيا من النفط إنخفض بنحو مليون برميل يوميا في أبريل نيسان، لكنه زاد 200 ألف برميل يوميًا إلى 300 ألف برميل يوميًا في مايو أيار مع توقع عودة المزيد من الكميات الشهر المقبل.
كما كشفت المفوضية الأوروبية الأربعاء الماضي، عن خطة بقيمة 210 مليارات يورو لأوروبا لإنهاء إعتمادها على الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027، وإستخدام محور بعيدًا عن موسكو لتسريع إنتقالها إلى الطاقة الخضراء.
وأبلغت الجمارك عن عدم وجود واردات من فنزويلا، حيث تجنبت شركات النفط الحكومية الشراء منذ أواخر عام 2019؛ خوفًا من الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية الثانوية.
وقفزت الواردات من ماليزيا، التي غالبًا ما إستخدمت كنقطة عبور للنفط القادم من إيران وفنزويلا في العامين الماضيين، بنسبة 84 % على أساس سنوي إلى 2.165 مليون طن، وهو ثاني أعلى مستوى مسجل على الإطلاق.
البديل الإيراني
على الرغم من العقوبات الأمريكية على إيران، إستمرت الصين في شراء النفط الإيراني كإمدادات من دول أخرى، وتعادل مستويات الإستيراد تقريباً سبعة بالمائة 7٪ من إجمالي واردات الصين من النفط الخام.
لكن تواجه إيران صعوبة في بيع نفطها الخام الآن بعد توافر المزيد من البراميل الروسية.
حيث تراجعت صادرات إيران من النفط الخام إلى الصين بشكل حاد منذ بداية الحرب الأوكرانية حيث فضلت “بكين” البراميل الروسية ذات الخصومات الكبيرة، تاركة نحو 40 مليون برميل من النفط الإيراني مخزنة على ناقلات في البحر في آسيا وتبحث عن مشترين.
وأظهرت بيانات اليوم الجمعة عدم وجود واردات في أبريل من إيران. ومع ذلك، من المرجح أن تعلن الجمارك الشهر المقبل عن إستيراد ما يقرب من مليوني برميل من النفط الإيراني في مايو /أيار، يتم ضخه هذا الأسبوع في مركز للاحتياطي في جنوب الصين.
أدى النفط الإيراني، الذي غالباً ما يكون سعره أقل من الأنواع المنافسة، إلى تقليص الإمدادات المنافسة بما يشمل الواردات من البرازيل وغرب أفريقيا.
تعليق واحد