طاقة
أخر الأخبار

انخفاض سعر النفط اليوم وسط خطط أوبك وتحديات الاقتصاد العالمي

سعر النفط اليوم
انخفاض سعر النفط اليوم وسط خطط أوبك وتحديات الاقتصاد العالمي

يشهد سعر النفط اليوم تقلبات متواصلة، وسط خليط من الضغوط الناتجة عن سياسات أوبك+ الرامية إلى زيادة الإنتاج، والمخاوف من تباطؤ الطلب العالمي رغم التفاؤل الحذر بشأن مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.

وفي ظل هذه المعطيات، أصبح سعر النفط اليوم مؤشراً حساساً يعكس صراعاً بين قوى العرض والطلب على الساحة الاقتصادية الدولية.

لماذا تراجع سعر النفط اليوم؟

في تعاملات الثلاثاء، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 3 سنتات لتسجل 65.59 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5 سنتات ليصل إلى 61.26 دولاراً للبرميل.

ورغم أن هذه التراجعات تبدو طفيفة، إلا أنها تكشف عن هشاشة التوازن في سوق النفط العالمي.

ويرى محللون أن السبب الأساسي وراء هذا التراجع يعود إلى خطط أوبك+ لزيادة الإنتاج تدريجياً خلال الأشهر المقبلة، بعد سنوات من تقليص الإمدادات لدعم الأسعار.

في المقابل، لا يزال المتعاملون في السوق يراقبون عن كثب تطورات المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، والتي تمثل بارقة أمل في تحفيز الطلب العالمي على الطاقة.

لكن الصورة ليست بهذه البساطة، فالمستثمرون يقيّمون أيضاً تأثير العقوبات الأميركية على روسيا، ومدى انعكاسها على توازن الإمدادات، خصوصاً في ظل قدرة بعض الدول المنتجة الأخرى على تعويض أي نقص محتمل في المعروض.

ضغوط إضافية على سعر النفط اليوم

تتجه منظمة البلدان المصدّرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها ضمن تحالف أوبك+ إلى تنفيذ زيادة جديدة في الإنتاج خلال ديسمبر المقبل.

ويعتقد أن هذه الزيادة ستكون محدودة، لكنها كافية لإبقاء الأسعار تحت ضغط، خاصة مع استمرار ضعف الطلب في الأسواق الآسيوية والأوروبية.

بدأت المنظمة منذ أبريل الماضي بالتراجع التدريجي عن التخفيضات التاريخية التي فرضتها خلال فترة جائحة كورونا.

واليوم، ومع تحسن جزئي في الطلب، تسعى أوبك+ لتحقيق توازن دقيق بين دعم الأسعار والحفاظ على حصتها السوقية أمام منتجين مستقلين مثل الولايات المتحدة والبرازيل.

في الوقت نفسه، تتزايد الإشارات إلى وفرة المعروض العالمي، مع ارتفاع الإنتاج الأميركي إلى مستويات قياسية، وعودة بعض الحقول الليبية والإيرانية إلى العمل.

هذا الفائض النسبي في السوق يحدّ من تأثير العقوبات الغربية على موسكو، والتي لم تؤدِّ حتى الآن إلى نقص حقيقي في الإمدادات.

ويرى خبراء الطاقة أن استمرار هذا التوجه يعني أن أسعار النفط ستظل عرضة لتقلبات واسعة، إذ إن أي زيادة مفاجئة في المعروض قد تُبقي الأسعار دون مستويات الدعم النفسية التي يسعى المنتجون للحفاظ عليها.

إقرأ أيضا: بعد مكاسب 7%.. استقرار أسعار النفط يخفي خلفه موجة توتر في أسواق الطاقة

تأثير محدود على المدى القريب

رغم فرض عقوبات جديدة على شركات النفط الروسية الكبرى مثل “روسنفت” و”لوك أويل”، إلا أن السوق أبدت مرونة واضحة في استيعاب الصدمة.

فقد سارعت موسكو إلى إعادة توجيه صادراتها نحو أسواق آسيا، لا سيما الصين والهند، بأسعار تنافسية.

إلى جانب ذلك، تظهر المؤشرات أن هناك قدرة إنتاجية فائضة لدى عدد من الدول المنتجة، مما يقلل من احتمالية حدوث أزمة حقيقية في الإمدادات.

ويرى محللون أن التأثير الفعلي للعقوبات سيكون قصير الأجل، وأن الأسعار لن تشهد ارتفاعاً كبيراً ما لم تحدث اضطرابات جيوسياسية حادة في مناطق الإنتاج الرئيسية.

من ناحية أخرى، تسهم المخزونات العالمية المرتفعة في كبح أي ارتفاع محتمل في الأسعار، حيث تشير التقديرات إلى أن العديد من الدول الصناعية لا تزال تمتلك مخزونات مريحة تكفي لتغطية أسابيع من الطلب.

ما الذي ينتظر المستثمرين في سوق النفط؟

يتفق معظم خبراء الطاقة على أن العام المقبل سيشهد مرحلة استقرار نسبي في أسعار النفط، مع احتمالية عودة الزخم تدريجياً إذا ما تم التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة بين القوى الاقتصادية الكبرى، أو إذا اتخذت أوبك+ خطوات أكثر حذراً في زيادة الإنتاج.

ومن العوامل التي قد تدعم الأسعار في المستقبل القريب:

1: أي اضطرابات مفاجئة في الإمدادات من الشرق الأوسط أو روسيا.

2: تراجع غير متوقع في الإنتاج الأميركي نتيجة انخفاض الاستثمارات في قطاع النفط الصخري.

3: زيادة الطلب الموسمي خلال الشتاء في أوروبا وآسيا.

أما على المدى المتوسط، فيتوقع بعض المحللين أن تستقر أسعار النفط عند مستويات تتراوح بين 75 و85 دولاراً للبرميل، مدعومة بتزايد الاستهلاك الصناعي وارتفاع الطلب على الوقود في الدول النامية.

وفي الختام يمكن القول إن سعر النفط اليوم يعكس مزيجاً من التحديات المتداخلة: زيادة العرض من جانب، وتراجع الزخم في الطلب من جانب آخر، إلى جانب ضبابية جيوسياسية تزيد من حذر المستثمرين.

وبينما تسعى أوبك+ إلى ضبط إيقاع السوق، فإن أي قرار يتعلق بالإنتاج أو العقوبات أو المفاوضات التجارية قد يكون كفيلاً بقلب الموازين في لحظة.

إن تراجع الأسعار الحالي لا يعني بالضرورة بداية هبوط طويل، لكنه يعبّر عن مرحلة انتظار وترقّب، تتحدد ملامحها في ضوء القرارات المقبلة لكلٍّ من أوبك، والولايات المتحدة، وروسيا، وأخيراً الصين بوصفها المحرك الأهم للطلب العالمي.

إكتشف: سعر النفط يقفز عالمياً بعد اتفاق تجاري تاريخي بين الصين والولايات المتحدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى