
شهدت أسعار النفط العالمية استقراراً نسبياً خلال تعاملات الخميس، بعد أن حافظت على معظم مكاسب الجلسة السابقة، مدعومة بآمال المستثمرين في تحسّن النمو الاقتصادي العالمي وتراجع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
تداول خام برنت حول مستوى 64.8 دولار للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس الوسيط نحو 61 دولاراً، وهو ما يعكس حالة ترقب تسود الأسواق انتظاراً لما ستسفر عنه المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين.
هذه التطورات تجعل سعر النفط اليوم عاملًا حساساً يتأثر بأدق تفاصيل السياسة والاقتصاد العالمي.
اللافت أن منحنى الأسعار يشير إلى حالة من التوازن المؤقت بين ضغوط العرض وتحسّن التوقعات بشأن الطلب، إذ تميل الأسواق إلى استقرار حذر، بانتظار مؤشرات أوضح من كبرى الاقتصادات حول اتجاهات النمو والاستهلاك.
العوامل المؤثرة علي أسعار النفط
أظهرت أحدث التقارير أن الإنتاج العالمي من النفط الخام ارتفع بنحو 760 ألف برميل يومياً خلال الشهر الماضي ليصل إلى نحو 108 ملايين برميل يومياً، وهو ما يعزز وفرة المعروض في الأسواق.
لكنّ التزامات الإنتاج داخل تحالف أوبك+ لا تزال غير واضحة بالكامل، مما يُبقي احتمالات اضطراب الإمدادات قائمة.
أي خفض غير متوقع في الإنتاج من بعض الدول الكبرى قد يغير موازين السوق سريعاً ويدعم أسعار النفط نحو الارتفاع.
على صعيد الطلب، يظل أداء الاقتصادات الكبرى هو المحدد الأساسي لاتجاه سعر النفط.
فالتفاؤل بشأن اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة منح السوق دفعة مؤقتة، إلا أن المخاوف من تباطؤ الطلب في آسيا وأوروبا ما زالت قائمة.
كما أن بيانات مخزونات الخام الأمريكية تواصل لعب دور محوري في توجيه الأسعار، خاصة بعد أن أظهرت تراجعاً بأكثر من المتوقع خلال الأسبوع الأخير، ما عزز الثقة بوجود طلب فعلي على الوقود في الولايات المتحدة.
قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة أضفى مزيداً من الدعم على أسواق السلع، إذ يعزز هذا القرار الإنفاق والنشاط الاقتصادي، ما ينعكس إيجاباً على الطلب على الطاقة.
ومع ذلك، فإن تصريحات الفيدرالي التي أشارت إلى احتمال توقف الخفض مؤقتاً، أعادت بعض الحذر إلى الأسواق.
إقرأ أيضا: انخفاض سعر النفط اليوم وسط خطط أوبك وتحديات الاقتصاد العالمي
توقعات الأسواق وتحليل الاتجاهات المقبلة
يبدو أن سعر النفط اليوم يتحرك في نطاق ضيق بين دعم ناتج عن الآمال الاقتصادية ومقاومة ناتجة عن وفرة المعروض.
فالمحللون يرون أن السوق أمام سيناريوهين رئيسيين:
- السيناريو الصعودي: إذا استمرت المحادثات التجارية في تحقيق تقدم ملموس بين واشنطن وبكين، ورافقها خفض تدريجي في إنتاج أوبك+، فقد تشهد الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً إلى ما فوق 70 دولاراً لبرميل خام برنت.
- السيناريو الهبوطي: أما في حال تباطؤ الطلب أو زيادة المعروض بشكل أسرع من المتوقع، فقد تهبط الأسعار مجدداً إلى مستويات قرب 58 دولاراً للبرميل.
التأثير على الأسواق الإقليمية
بالنسبة للدول المنتجة في الشرق الأوسط، فإن استقرار أسعار النفط يشكّل عاملاً حيوياً في دعم الموازنات العامة وتحفيز الاستثمارات في قطاع الطاقة.
أما بالنسبة للمستوردين، فاستقرار الأسعار يعني تقليل الضغوط على ميزان المدفوعات.
كما أن التقلبات السريعة في سعر النفط تؤثر مباشرة في أسعار الوقود المحلية، ما يجعل المتابعة الدقيقة لتقارير السوق أمراً ضرورياً لكل من الحكومات والمستثمرين على حد سواء.
إقرأ المزيد: موجة هبوط مفاجئة في أسعار النفط اليوم 29 اكتوبر 2025






