كيف قفز سهم “باي بال” بعد تحالف تاريخي مع أوبن إيه آي؟.. شراكة مذهلة تهز وول ستريت
سهم باي بال يحقق قفزة تاريخية بعد إعلان شركة “PayPal” الأميركية عن شراكة استراتيجية مع “أوبن إيه آي” لدمج خدمات محفظتها الرقمية داخل منصة “شات جي بي تي“، في خطوة من المتوقع أن تحدث تحولاً جذرياً في عالم المدفوعات الإلكترونية والتجارة الرقمية.
وقد أثار هذا الإعلان ضجة واسعة في الأسواق، حيث ارتفع سهم الشركة بأكثر من 14% في تعاملات ما قبل افتتاح السوق ليصل إلى نحو 80.15 دولار، وسط تفاؤل المستثمرين بأن الشراكة تمهد لانطلاقة جديدة تعيد الزخم لنمو باي بال بعد فترة من الأداء المتباطئ.
دمج PayPal داخل ChatGPT.. نقلة نوعية في عالم المدفوعات
تعد هذه الشراكة نقطة تحول مهمة في مسار “باي بال“، إذ ستصبح الشركة أول مزود لخدمات الدفع يتم دمجه مباشرة في منصة ذكاء اصطناعي تفاعلية بحجم «شات جي بي تي».
سيتمكن المستخدمون من إتمام عمليات الشراء والدفع دون مغادرة واجهة المحادثة، وهو ما يجعل تجربة التسوق أكثر سلاسة وأماناً.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتجه فيه شركات التكنولوجيا الكبرى نحو دمج أدوات الدفع داخل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، سعياً لتحويل التفاعل الواسع للمستخدمين مع هذه المنصات إلى نشاط تجاري فعلي يدر أرباحاً.
كما أوضحت باي بال أن نحو 24 ألف موظف من موظفيها سيحصلون على حق استخدام النسخة المؤسسية من ChatGPT، في خطوة تهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وتسريع عمليات اتخاذ القرار باستخدام الذكاء الاصطناعي.
هذا الدمج لا يقتصر على البعد التقني فحسب، بل يفتح أمام باي بال آفاقاً جديدة للتوسع في سوق التجارة الإلكترونية من خلال ما يعرف بـ «التجارة عبر المحادثة»، حيث يصبح التواصل بين المستهلك والمنصة هو المحرك الأساسي لعمليات البيع والشراء.
صعود سهم باي بال.. ما وراء الأرقام
بعد إعلان الاتفاق، ارتفع سهم باي بال بنسبة تتجاوز 14% في تداولات ما قبل الافتتاح، وهو أكبر ارتفاع يومي للسهم منذ أكثر من عام.
لكن على الرغم من هذه القفزة القوية، ما زال السهم منخفضاً بنحو 17.7% منذ بداية عام 2025، بينما ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 16%.
ويرى محللون أن السوق بدأ يعيد النظر في تقييم الشركة بعد فترة من التراجع في الأرباح والنمو البطيء في حجم المعاملات.
فالشراكة مع أوبن إيه آي تمثل فرصة حقيقية لربط خدمات باي بال بواحدة من أكثر منصات الذكاء الاصطناعي استخدامًا في العالم، ما قد يعزز من مكانتها ويعيد الثقة إلى المستثمرين.
كما أن هذه القفزة في سهم باي بال تظهر استعداد السوق للمراهنة على الشركات التي تمتلك استراتيجية واضحة لدمج الذكاء الاصطناعي في أنشطتها التشغيلية.
لكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن الأثر المالي لهذه الشراكة لن يظهر فوراً، بل يحتاج إلى عدة أشهر حتى ينعكس على الإيرادات والأرباح الفصلية.
إكتشف: هبوط سهم نتفليكس بأكثر من 6% بسبب نزاع ضريبي في البرازيل
التحديات أمام باي بال رغم الطموحات الكبيرة
ورغم الزخم الكبير حول الشراكة الجديدة، فإن طريق باي بال ليس خالياً من التحديات.
فالانتقال من توقيع الاتفاق إلى التطبيق العملي يتطلب بنية تقنية معقدة، وتكاملاً بين أنظمة الدفع ومنصة ChatGPT لضمان تجربة آمنة وخالية من الأخطاء.
أي تأخير في التنفيذ أو مشكلة أمنية قد تؤثر سلباً على الثقة المكتسبة حديثاً.
إضافة إلى ذلك، تواجه باي بال منافسة شرسة من شركات كبرى في مجال التكنولوجيا المالية مثل Apple Pay وGoogle Pay، فضلاً عن شركات ناشئة تقدم حلولًا أكثر مرونة في مجال الذكاء الاصطناعي.
من ناحية أخرى، تعمل الشركة في سوق يخضع لتشريعات صارمة تتعلق بحماية البيانات ومكافحة غسل الأموال، ما يزيد من تعقيد التوسع الدولي في استخدام الذكاء الاصطناعي في المعاملات المالية.
أما على الصعيد المالي، فالمستثمرون ينتظرون نتائج ملموسة تظهر أن التعاون مع أوبن إيه آي ليس مجرد حملة دعائية، بل خطوة ذات أثر فعلي على الأرباح ونمو قاعدة المستخدمين.
هل تكون هذه الشراكة بداية عهد جديد لسهم باي بال؟
تضع هذه الخطوة شركة باي بال في موقع متميز على خريطة التكنولوجيا المالية، وتجعلها أول من يربط حلول الدفع الرقمية بالذكاء الاصطناعي التفاعلي بشكل مباشر.
وقد يرى المستثمرون في سهم باي بال فرصة واعدة على المدى المتوسط، خاصة مع توسع استخدام ChatGPT عالمياً، ما يعني زيادة محتملة في حجم المعاملات التي تمر عبر شبكة باي بال.
لكن الخبراء يحذرون من الإفراط في التفاؤل، إذ لا يزال أمام الشركة تحديات تتعلق بالتنفيذ والمنافسة، فضلاً عن ضرورة تحقيق نتائج مالية تدعم هذا الزخم الإعلامي.
ومع ذلك، فإن هذه الشراكة تعد إشارة قوية إلى أن باي بال تسعى بجدية لاستعادة مكانتها الريادية في عالم التكنولوجيا المالية، عبر الدمج بين الذكاء الاصطناعي والتجارة الرقمية.
إقرأ المزيد: طفرة في مؤشر”نيكاي” الياباني يحطم حاجز 50 ألف نقطة لأول مرة في تاريخه
