تكنولوجيا
أخر الأخبار

شركة لوسيد تتعاون مع إنفيديا لتطوير سيارات كهربائية ذاتية القيادة

شركة لوسيد
تحالف شركة لوسيد وإنفيديا يشعل سباق القيادة الذاتية نحو المستقبل

أعلنت شركة لوسيد عن شراكة استراتيجية مع إنفيديا “Nvidia” لتطوير منصة قيادة ذاتية متكاملة، تمهد الطريق نحو سيارات كهربائية يمكنها التنقل دون أي تدخل بشري.

خطوة كهذه تضع لوسيد ضمن أوائل الشركات التي تستثمر بعمق في الذكاء الاصطناعي لتصميم سيارات من المستوى الرابع في القيادة الذاتية، وهو مستوى يتيح للسيارة تولي مهام القيادة كاملة دون إشراف السائق.

لماذا اختارت شركة لوسيد التعاون مع إنفيديا؟

الشراكة بين لوسيد وإنفيديا ليست مجرد تعاون تقني عابر، بل تحالف استراتيجي يهدف إلى بناء بنية تحتية متكاملة للقيادة الذاتية.

ستبدأ الشركة بتطبيق هذه التقنية في طرازها الجديد جرافيتي SUV، قبل أن تتوسع لاحقاً إلى سياراتها الأخرى.

تعتمد المنصة الجديدة على تقنيات إنفيديا “Drive AV”، وهي منظومة متطورة تضم وحدات استشعار متقدمة تشمل الكاميرات، والرادار، والليدار (أشعة الليزر لتحديد المدى).

هذه المكونات ستتيح للسيارة إدراك البيئة المحيطة بها وتحليلها لحظياً، بما يضمن اتخاذ قرارات قيادة دقيقة وآمنة.

اختيار إنفيديا تحديداً يعود إلى خبرتها الكبيرة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة، إذ تعد الشركة من أبرز مزودي المعالجات الرسومية ووحدات القيادة الذاتية في العالم.

ومن خلال دمج تقنيات “AGX Thor” من إنفيديا داخل مركباتها، ستحصل لوسيد على قوة معالجة هائلة قادرة على التعامل مع كميات ضخمة من البيانات في الوقت الفعلي، وهو ما يشكل أساس القيادة الذاتية الحديثة.

إقرأ أيضا: شركة أوبر تستثمر 300 مليون دولار في لوسيد موتورز لتطوير سيارات الأجرة ذاتية القيادة

يمتد تأثير الشراكة إلى عمق عمليات شركة لوسيد الصناعية نفسها.

فبجانب تطوير المنصة الذكية داخل السيارات، تخطط الشركة لاستخدام بيئة “Omniverse” الصناعية من إنفيديا في مصانعها، لإنشاء ما يعرف بالتوائم الرقمية (Digital Twins).

تتيح هذه التقنية محاكاة عمليات الإنتاج بالكامل قبل تنفيذها فعلياً، ما يسمح بتقليل الأخطاء وتحسين جودة التصنيع، إلى جانب رفع كفاءة سلاسل الإمداد وخفض التكاليف.

كما يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالأعطال المحتملة وإجراء الصيانة الوقائية بشكل آلي، مما يقلل فترات التوقف ويحسن إنتاجية المصنع.

بهذه الخطوة، تتحول لوسيد من مجرد شركة سيارات كهربائية إلى مصنع ذكي متكامل يعتمد على البيانات، ما يضعها ضمن الجيل الجديد من الشركات التي تُدار بالبرمجيات والذكاء الاصطناعي.

مستقبل شركة لوسيد وإنفيديا في سوق السيارات الكهربائية

يأتي هذا التعاون في وقت تتسارع فيه المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا في قطاع السيارات الذكية، حيث تعمل شركات مثل تسلا ووايمو على تطوير أنظمة قيادة ذاتية متقدمة.

ومع ذلك، فإن دخول لوسيد إلى هذا المجال مدعومةً بخبرة إنفيديا يمنحها فرصة حقيقية لتغيير قواعد اللعبة.

من المتوقع أن تطلق شركة لوسيد أولى سياراتها المزودة بأنظمة القيادة الذاتية الجديدة خلال العام المقبل، ضمن فئة السيارات متوسطة الحجم، لتكون خياراً أكثر انتشاراً وأقل تكلفة مقارنة بسياراتها الفاخرة الحالية مثل Lucid Air وGravity SUV.

هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة في استراتيجية الشركة، تهدف إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع طرازاتها.

ولم تكتف لوسيد بهذا التحالف فقط، بل وسّعت رؤيتها من خلال شراكات أخرى مع أوبر ونورو لتطوير أسطول سيارات أجرة ذاتية القيادة.

ويتوقع أن يصل عدد هذه السيارات إلى 20 ألف مركبة خلال السنوات الست المقبلة، ما يشير إلى طموح الشركة لتوسيع حضورها في سوق التنقل الذكي العالمي.

تؤكد شركة لوسيد أن هدفها ليس فقط إنتاج سيارة كهربائية متطورة، بل توفير تجربة قيادة فريدة لا تتطلب تدخلاً بشرياً.

ومع تسارع التقدم في معالجات إنفيديا وخوارزميات القيادة الذاتية، يبدو أن هذا الهدف أصبح أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى.

لكن رغم التقدم الكبير، تواجه الشركة تحديات تنظيمية وتقنية، إذ تحتاج لتجارب ميدانية مطوّلة وإقرار من الجهات المختصة قبل السماح بالقيادة الذاتية الكاملة.

ومع ذلك، فإن المسار واضح: الذكاء الاصطناعي سيصبح العقل المدبّر للسيارة، وليس مجرد أداة مساعدة للسائق.

إكتشف: شركة انفيديا تعيد أمريكا لصدارة الذكاء الصناعي بإطلاق أول رقاقة Blackwell مع TSMC

نبذة عن شركة لوسِد موتورز (Lucid Motors)

تُعد لوسِد موتورز (Lucid Motors) – المعروفة سابقًا باسم آتيفيا (Atieva) – شركة سعودية أمريكية رائدة في مجال تصنيع السيارات الكهربائية الفاخرة.

يقع مقرها الرئيسي في نيوآرك بولاية كاليفورنيا، وتُعتبر واحدة من أبرز الشركات المنافسة لـ«تيسلا» في سوق المركبات الكهربائية العالمية.

تأسست الشركة عام 2007 تحت اسم آتيفيا، وتركز نشاطها في البداية على تطوير بطاريات السيارات الكهربائية ومحركات الدفع الكهربائي لصالح شركات تصنيع أخرى.

ومع مرور الوقت، توسعت رؤيتها لتشمل إنتاج سيارات كهربائية تحمل علامتها التجارية الخاصة، تجمع بين الأداء العالي والفخامة المتطورة.

يضم فريق «لوسِد» نخبة من المهندسين والمصممين الذين سبق لهم العمل في شركات سيارات كبرى مثل تيسلا ومازدا، من أبرزهم بيتر رولينسون – الرئيس التنفيذي الحالي للشركة ونائب الرئيس السابق للهندسة في تيسلا – وديريك جنكيز، الذي شغل سابقًا منصب رئيس التصميم في «مازدا أمريكا الشمالية».

وقد تمكنت الشركة من جذب استثمارات مبكرة من مؤسسات دولية كبرى، بينها Tsing Capital، وفينروك (Venrock)، وجافكو (Jafco)، وميتسوي سوميتومو المصرفية، مما وفر تمويلًا تجاوز 131 مليون دولار حتى عام 2016.

في أكتوبر 2016، أعلنت الشركة رسميًا عن تغيير اسمها إلى Lucid Motors، كجزء من استراتيجية جديدة تهدف إلى دخول سوق السيارات الفاخرة الكهربائية بسيارة عالية الأداء.

وبعدها كشفت عن خطتها لبناء مصنع ضخم بقيمة 700 مليون دولار في كازا غراندي – أريزونا، بطاقة إنتاجية مبدئية تبلغ 20 ألف سيارة سنويًا، مع إمكانية التوسع إلى 380 ألف سيارة.

وفي سبتمبر 2018، دخلت الشركة مرحلة جديدة من التطور بعد توقيع اتفاق تمويلي استراتيجي مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) بقيمة أكثر من مليار دولار، لدعم عمليات التطوير والإنتاج لنموذجها الشهير Lucid Air.

في 27 سبتمبر 2023، دشّنت «لوسِد موتورز» أول مصنع سيارات كهربائية في المملكة العربية السعودية، بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ، بحضور كبار المسؤولين السعوديين، من بينهم وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، ووزير الصناعة بندر الخريف، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان.

ويُعد هذا المصنع خطوة استراتيجية ضمن خطة المملكة لتوطين صناعة السيارات الكهربائية وجعلها مركزًا إقليميًا للإنتاج والتصدير.

أعلنت «شركة لوسِد» في أكتوبر 2025 أن إجمالي إنتاجها بلغ 9,966 سيارة (باستثناء السيارات المجمعة في السعودية)، فيما ارتفعت عمليات التسليم إلى 10,496 وحدة حتى نهاية سبتمبر 2025، ما يعكس تحسناً في كفاءة الإنتاج وزيادة الطلب العالمي على سياراتها الفاخرة الكهربائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى