طاقة
أخر الأخبار

سعر النفط يهبط من جديد… والمستقبل القريب يبدو غامضاً للأسواق العالمية

سعر النفط
سعر النفط يهبط من جديد

شهدت الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء انخفاضاً جديداً في سعر النفط، وسط تصاعد القلق من وفرة الإمدادات وتباطؤ الطلب على الخام في أكبر اقتصادين بالعالم، الولايات المتحدة والصين.

ويأتي هذا التراجع رغم مؤشرات إيجابية حول احتمالية تحسن العلاقات التجارية بين البلدين، إلا أن العوامل الأساسية في السوق لا تزال تضغط بقوة على الأسعار.

أسباب تراجع سعر النفط اليوم

تتأثر أسعار النفط العالمية حالياً بمزيج من الضغوط المتعارضة، أبرزها زيادة إنتاج الدول المصدّرة للخام من جهة، وتراجع النمو في الطلب العالمي من جهة أخرى.

فقد ارتفع الإنتاج العالمي إلى مستويات تاريخية تجاوزت 108 ملايين برميل يومياً خلال الربع الثالث من 2025، في وقت لا يزال فيه الاستهلاك العالمي يتحرك ببطء، متأثراً بتباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع الطلب الصناعي في آسيا وأوروبا.

وتشير التقديرات إلى أن سوق النفط يتجه نحو فائض يقترب من 4 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2026، ما لم تتدخل منظمة “أوبك+” بخفض جديد في الإنتاج.

هذا التراكم في المعروض يؤدي إلى ضغط مباشر على سعر النفط اليوم، ويزيد من احتمالية استمرار التراجع خلال الأشهر المقبلة.

كما ساهمت المخاوف الجيوسياسية في تعميق حالة القلق داخل السوق، إذ لا تزال التوترات بين واشنطن وبكين تؤثر في حركة التجارة العالمية، في حين يواصل المستثمرون الحذر من أي تباطؤ إضافي في النمو الاقتصادي العالمي.

خام برنت وخام غرب تكساس يقودان الاتجاه الهابط

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.2% لتسجل نحو 60.87 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.1% إلى 57.45 دولار للبرميل، كما هبط العقد الآجل لشهر ديسمبر إلى 56.89 دولاراً.

وتعكس هذه الأرقام ضغوطاً متزايدة على سعر النفط نتيجة تخمة الإمدادات وتراجع معنويات المستثمرين في أسواق الطاقة.

ورغم أن بعض المحللين يرون أن الأسعار الحالية قد تكون قريبة من قاع مؤقت، فإن المؤشرات الفنية لا تزال تميل إلى الهبوط، خصوصاً مع استمرار ارتفاع المخزونات الأمريكية وتراجع الطلب من كبرى الاقتصادات الآسيوية.

في المقابل، قد تدعم الاسعار أي اضطرابات في الإمدادات أو تصعيد جيوسياسي محدود الأسعار مؤقتاً، لكن التوجه العام يبقى نزولياً في المدى القصير.

إقرأ أيضا: النفط الروسي في قلب النزاع التجاري بين واشنطن ونيودلهي

تأثير الأحداث الجيوسياسية على مستقبل سعر النفط

الهجمات التي استهدفت أخيراً منشآت نفطية في روسيا، مثل مصفاة نوفوكويبيشيفسك في منطقة الفولغا، أثارت مخاوف من اضطرابات في الإمدادات الروسية، إلا أن تأثيرها على الأسعار ظل محدوداً.

وفي حادث منفصل، أجبر هجوم على مصنع غاز في أورينبورغ كازاخستان المجاورة على خفض الإنتاج بنسبة تصل إلى 30% في أحد أكبر حقولها النفطية، ما زاد من القلق حول استقرار إنتاج الطاقة في المنطقة.

في الوقت ذاته، يواجه النفط الروسي ضغوطاً جديدة بعد تصريحات أمريكية تحذّر من فرض رسوم جمركية كبيرة على الدول التي تواصل شراء الخام الروسي، وعلى رأسها الهند التي أصبحت أكبر مشتري له بأسعار مخفضة منذ فرض العقوبات الغربية على موسكو.

هذه التطورات مجتمعة تعكس حالة من الغموض التي تكتنف مستقبل سعر النفط، إذ تتوازن عوامل الخفض الجيوسياسي المؤقتة مع فائض الإنتاج الكبير، ما يجعل من الصعب تحديد مسار واضح للأسعار على المدى المتوسط.

إطلع علي: هل بدأ عصر الهبوط؟ تراجع أسعار النفط يعيد رسم خريطة الطاقة العالمية

الآفاق المستقبلية لأسعار النفط في 2025

تشير التقديرات إلى أن السوق النفطية قد تواجه فترة ممتدة من التقلبات خلال ما تبقى من عام 2025، خصوصاً مع استمرار تباطؤ الطلب العالمي وتزايد المعروض.

ويرى محللون أن أي ارتفاع مستدام في الأسعار يتطلب تحركاً واضحاً من تحالف أوبك+ للحد من الإنتاج، أو تحسناً مفاجئاً في النشاط الصناعي العالمي.

ومع أن خام برنت وخام غرب تكساس ما زالا يشكلان مؤشراً رئيسياً لتوجهات السوق، فإن هيمنة المعروض ووفرة الإمدادات تضع سقفاً طبيعياً لأي ارتفاع محتمل في الأجل القريب.

في المجمل، تبقى أسعار النفط عالقة بين ضغوط وفرة الإنتاج وضعف الطلب العالمي، مما يجعل التوازن في سوق الطاقة هدفاً صعب المنال في الوقت الراهن.

ورغم أن الهبوط الحالي قد يمنح فرصة للمستهلكين والدول المستوردة، إلا أنه يضع منتجي النفط أمام تحديات اقتصادية متزايدة، قد تدفعهم لإعادة النظر في استراتيجيات الإنتاج والتسعير خلال المرحلة المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى