أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه تمديد المهلة الممنوحة لشركة “بايت دانس” الصينية، المالكة لتطبيق تيك توك، لتقوم ببيع أصول التطبيق في الولايات المتحدة أو التخلي عن ملكيته.
هذه الخطوة تمثل التمديد الثالث للمهلة، ما يشير إلى استمرار تعقيد المفاوضات المتعلقة بمستقبل المنصة داخل الأراضي الأمريكية.
ووفقًا لتصريحات السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، فإن التمديد الجديد سيكون لمدة 90 يومًا إضافية، حيث تسعى إدارة ترامب إلى استغلال هذه الفترة من أجل “ضمان إتمام صفقة تُبقي التطبيق متاحًا للمستخدمين الأمريكيين دون تعريض بياناتهم للخطر”.
تأجيل حظر تطبيق تيك توك
يأتي هذا التمديد بعد محاولتين سابقتين لتفادي الحظر الكامل للتطبيق في أمريكا، وكان من المقرر أن تنتهي المهلة الحالية في 19 يونيو.
إلا أن ترامب ألمح إلى أنه سيمنح “فرصة أخيرة” للتوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف المعنية، خصوصًا مع بروز عدة عروض للاستحواذ على عمليات تيك توك داخل الولايات المتحدة.
وقد أشار ترامب في تصريح صحافي إلى أن هذا التمديد يأتي في إطار “رغبته بالتوصل إلى اتفاق يُراعي المصالح الأمريكية”، مشيرًا إلى أنه “لا يمانع منح التطبيق فرصة إضافية” إذا كان ذلك يصب في صالح الأمن القومي.
رغم أن ترامب استخدم صلاحياته في الرئاسة لتمديد المهلة عبر أوامر تنفيذية، إلا أن التساؤلات بدأت تُطرح حول مدى قانونية الاستمرار في تأجيل تنفيذ الحظر.
كما أوضح البروفيسور جون أسيفيدو، أستاذ القانون في جامعة إيموري، أن ترامب يمكنه من الناحية التقنية إصدار أوامر جديدة تؤجل الحظر، لكن ذلك قد يواجه اعتراضات قضائية أو تشريعية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق واضح.
وينص مشروع القانون الحالي على إمكانية التأجيل لمدة تصل إلى 90 يومًا في حال ثبت وجود “تقدم ملموس” نحو صفقة تنقل ملكية التطبيق لشركة أمريكية.
إطلع علي: تيك توك: سوق البث المباشر سيبلغ 17.8 مليار دولار بحلول 2030
شركات أمريكية تسعى للاستحواذ على تطبيق تيك توك
من أبرز المتنافسين على شراء أصول تيك توك في الولايات المتحدة: أمازون، مايكروسوفت، وأوراكل، بالإضافة إلى شركة AppLovin التي دخلت حديثًا في خط المنافسة.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن عرض أمازون يشمل الاستحواذ الكامل على شركة تيك توك.
في المقابل، قامت شركة AppLovin بالاتصال بالملياردير الأمريكي ستيف وين للحصول على دعمه للصفقة، مدعية أنها قادرة على معالجة جميع المخاوف الأمنية التي تثيرها الحكومة الأمريكية بشأن بيانات المستخدمين.
أمّا شركة أوراكل، فقد أجرت عدة محادثات مباشرة مع البيت الأبيض بشأن اتفاق محتمل يتيح لها الإشراف على بيانات المستخدمين داخل أمريكا، وهي خطوة اعتُبرت حلًا وسطًا لتخفيف التوتر بين الجانبين.
تشريع الحظر
لا يُعد هذا الملف جديدًا على البيت الأبيض، ففي عهد الرئيس جو بايدن، تم تمرير تشريع يُلزم تيك توك ببيع أصوله لشركة أمريكية، وإلا فسيُفرض عليه حظر تام في الولايات المتحدة.
وجاء القانون استجابةً لمخاوف أمنية متصاعدة أثارها كل من الجمهوريين والديمقراطيين، حيث أُشير إلى احتمال استخدام الحكومة الصينية لبيانات المستخدمين الأمريكيين لأغراض استخباراتية.
وكانت تقارير سابقة، أبرزها من “فوربس”، قد كشفت عن ممارسات مثيرة للجدل من قبل تيك توك، مثل التجسس على صحافيين أمريكيين وتخزين بيانات مالية في الصين.
ورغم نفي شركة بايت دانس لهذه الاتهامات، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف آلية عمل التطبيق ومدى التزامه بالخصوصية.
إقرأ أيضاً: تطبيق واتساب يدخل عصر الإعلانات: كيف ستتغير تجربتك؟
مصير تيك توك في أمريكا
يبدو أن تيك توك لا يزال في مهب الريح، وتبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت الصفقة ستتم بالفعل، أم أن التطبيق سيتجه نحو الحظر الكامل في حال فشل الأطراف المعنية في التوصل إلى اتفاق.
في كل الأحوال، فإن تمديد ترامب للمهلة يُعد مؤشرًا على رغبة في التفاوض أكثر من المواجهة، وربما يعكس إدراكًا لحجم تيك توك وتأثيره الثقافي والتجاري في السوق الأمريكية.