أعلنت شركة أدنوك للتوزيع عن توقيع اتفاقية تعاون مع مجموعة لاندمارك الإماراتية، أحد أكبر تكتلات تجارة التجزئة المتعددة القنوات في المنطقة.
وتهدف هذه الشراكة إلى دمج مزايا برنامجي الولاء “مكافآت أدنوك” و”شكراً“، بما يتيح ملايين العملاء الاستفادة من عروض أوسع وتجربة أكثر مرونة عبر مختلف القطاعات.
قيمة مضافة لملايين الأعضاء
يُعد برنامج “مكافآت أدنوك” الأكبر في قطاع التنقل داخل دولة الإمارات، حيث يضم أكثر من 2.5 مليون عضو يستفيدون من خدمات متنوعة تشمل الوقود، متاجر “واحة أدنوك”، وحلول الشحن الكهربائي.
في المقابل، يُعتبر برنامج “شكراً” من مجموعة لاندمارك منصة ولاء متكاملة تضم نحو 7 ملايين عضو في الدولة، يتمتعون بعروض حصرية عبر علامات تجارية شهيرة مثل سنتربوينت، ماكس، هوم سنتر، بيبي شوب وسبلش.
وبموجب الاتفاقية، سيتمكن عملاء البرنامجين من تحويل واستبدال النقاط بسهولة بين المنصتين، وهو ما يمنحهم نطاقاً أوسع من المزايا يشمل قطاعات حيوية مثل التجزئة، الضيافة، الترفيه والمطاعم.
وتؤكد شركة أدنوك أن هذه الخطوة تعزز قدرتها على بناء منظومة ولاء متكاملة تربط التنقل بأنماط الحياة اليومية، وتفتح المجال أمام مئات العروض الجديدة التي تضيف قيمة حقيقية لتجربة العملاء.
تأثير اقتصادي واستراتيجي يعزز مكانة شركة أدنوك
تأتي هذه الشراكة ضمن استراتيجية شركة أدنوك للتوزيع الممتدة حتى عام 2028، والتي تستهدف مضاعفة حجم معاملات قطاع التجزئة غير المرتبط بالوقود بنسبة 50%.
وتعكس هذه الخطوة رؤية الشركة في تنويع مصادر الإيرادات وتعزيز مساهمتها في الاقتصاد الوطني، بما يتماشى مع أهداف الإمارات في بناء اقتصاد مستدام قائم على الابتكار والخدمات العصرية.
وتُظهر الأرقام نجاح برنامج “مكافآت أدنوك”، حيث حقق نمواً سنوياً بنسبة 25% خلال العام الماضي، كما أظهر الأعضاء المنضمون للبرنامج معدلات إنفاق أعلى بنسبة 20% مقارنة بغير المشتركين.
هذه المؤشرات تؤكد أن برامج الولاء ليست مجرد أداة تسويقية، بل باتت ركيزة أساسية في تعزيز قيمة العلامة التجارية وتوسيع قاعدة العملاء.
إقرأ أيضا: أدنوك الإماراتية تدرس فرص الاستحواذ على أصول “بي بي” في قطاع الغاز
تعزيز تجربة العملاء وبناء شراكات مبتكرة
تكشف هذه الاتفاقية عن توجه استراتيجي مشترك بين شركة أدنوك ومجموعة لاندمارك الإماراتية نحو بناء منظومة خدمات متكاملة تعتمد على الولاء الرقمي وتجربة العملاء المتجددة.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز مكانة الطرفين كرواد في مجالات التنقل والتجزئة، وتدفع نحو تحفيز الابتكار وتطوير نماذج أعمال أكثر استدامة في الأسواق الإماراتية والإقليمية.
إن هذه الشراكة ليست مجرد تعاون تجاري، بل هي خطوة نوعية تؤكد أن مستقبل الولاء في قطاعي الطاقة والتجزئة أصبح أكثر ترابطاً مع احتياجات العملاء اليومية، وأكثر قدرة على خلق قيمة اقتصادية مستدامة على المدى الطويل.
إطلع علي: أرباح شركة ادنوك للتوزيع ترتفع 12% في النصف الأول من 2025
تأثير شراكة أدنوك ولاندمارك على المنافسة في قطاعي التجزئة والوقود
تمثل الشراكة بين شركة أدنوك ومجموعة لاندمارك الإماراتية تحولاً مهماً في خريطة المنافسة الإقليمية، حيث تضع نموذجاً جديداً يجمع بين قطاعي الوقود والتجزئة تحت مظلة برامج ولاء رقمية موحدة.
ومن شأن هذه الخطوة أن تعزز قوة الطرفين في مواجهة منافسين تقليديين في سوق الوقود من جهة، وسلاسل التجزئة الكبرى من جهة أخرى.
فعلى صعيد قطاع الوقود، يواجه السوق الإماراتي منافسة متزايدة من شركات أخرى تقدم خدمات متطورة مثل شحن المركبات الكهربائية والدفع الرقمي.
ومن خلال دمج برنامج “مكافآت أدنوك” مع “شكراً”، تكون أدنوك قد رفعت من قيمة خدماتها، إذ لم تعد تجربة التزود بالوقود مقتصرة على الخدمة الأساسية، بل أصبحت مدخلاً إلى منظومة متكاملة من التسوق والترفيه والضيافة.
أما في قطاع التجزئة، فإن هذه الشراكة تمنح مجموعة لاندمارك الإماراتية ميزة إضافية في الاحتفاظ بالعملاء.
حيث لم تعد المنافسة محصورة في الأسعار أو العروض الموسمية، بل باتت مبنية على تجربة ولاء ممتدة تربط المستهلكين بمتاجرها حتى أثناء شراء الوقود أو التسوق من منصات خارجية.
هذا الدمج بين أنماط استهلاك مختلفة الوقود، الأزياء، المفروشات، الترفيه، يضع المجموعة في موقع تنافسي متفوق أمام سلاسل التجزئة الأخرى.
كما يتوقع محللون أن تسهم هذه الشراكة في زيادة معدلات إنفاق المستهلكين وتعزيز سلوكيات الولاء طويلة الأمد، ما ينعكس إيجاباً على حجم المبيعات والإيرادات لكلا الجانبين.
ومن المرجح أن تدفع هذه الخطوة شركات منافسة إلى الدخول في تحالفات مشابهة، سواء عبر إطلاق برامج ولاء مشتركة أو عبر التوسع في الخدمات المتكاملة، وهو ما سيخلق سباقاً جديداً نحو الابتكار في أسواق الإمارات والمنطقة.
نبذه عن مجموعة لاندمارك
انطلقت مجموعة لاندمارك الإماراتية عام 1973 في البحرين قبل أن تنقل مقرها الإقليمي إلى الإمارات عام 1990.
واليوم تدير أكثر من 2200 متجر بمساحة تتجاوز 33 مليون قدم مربع، وتضم محفظتها علامات تجارية بارزة في الأزياء، المفروشات، الإلكترونيات، الترفيه، الضيافة والرياضة.
وتعد متاجر سنتربوينت، ماكس، هوم سنتر، فيفا، إيماكس، ولايف ستايل، من أبرز العلامات التابعة لها، إلى جانب مراكز اللياقة “فيتنس فيرست” وسلسلة مطاعم “كارلوتشيو”.
وفي النهاية إن الشراكة بين شركة أدنوك ومجموعة لاندمارك الإماراتية لا تقتصر على كونها اتفاقاً تجارياً لتبادل مزايا برامج الولاء، بل تمثل نموذجاً متقدماً للتكامل بين قطاعات استراتيجية في دولة الإمارات.
فهي تجمع بين قوة أدنوك في مجال الطاقة والتنقل، وخبرة لاندمارك العريقة في قطاع التجزئة والضيافة.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الشراكة في تعزيز تجربة العملاء، وتحفيز الاقتصاد غير النفطي، ودفع عجلة التحول الرقمي في برامج الولاء.
ومع التوجه نحو عام 2028، يبدو واضحاً أن هذه الخطوة سترسم ملامح جديدة لمستقبل الولاء في المنطقة، وتفتح المجال لشراكات مبتكرة أخرى تغير قواعد المنافسة في السوق الإماراتية والإقليمية.
إقرأ المزيد: شركة ادنوك تنطلق في حفر آبار الغاز الصخري بأبوظبي لتعزيز أمن الطاقة
