أعلن صندوق الاستثمارات السعودي استحواذه على حصة الأغلبية في مجموعة MBC الإعلامية بنسبة 54%، ما يعادل نحو 179.55 مليون سهم، بقيمة إجمالية بلغت 7.469 مليار ريال سعودي وبسعر 41.60 ريال للسهم الواحد.
ويعد هذا الاستحواذ واحدا من أبرز صفقات الاستثمار في قطاع الإعلام والترفيه السعودي، ليعزز من مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي لصناعة المحتوى الإعلامي والرقمي.
جاء تنفيذ الصفقة بعد الحصول على جميع الموافقات الرسمية وإفادات عدم الممانعة من الجهات المختصة.
وأنجزت العملية عبر صفقة خاصة متفاوض عليها، في وقت أعلنت فيه المجموعة أن نسبة الـ46% المتبقية من أسهمها ليست جزءا من الاتفاق، مع التزام الصندوق بعدم التصرف في الأسهم المملوكة له خلال ستة أشهر إلا بعد موافقة هيئة السوق المالية.
هذه الخطوة تؤكد على انضباط الصندوق وحرصه على الامتثال الكامل للوائح وأنظمة السوق المالي السعودي.
دوافع استراتيجية تدعم رؤية السعودية 2030
يأتي استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على مجموعة MBC في إطار سعي المملكة لتنويع اقتصادها وفق رؤية السعودية 2030، التي تركز على تطوير قطاعات غير نفطية مثل الإعلام، الترفيه، والتقنيات الرقمية.
هذا الاستثمار لا يقتصر على تعظيم العوائد المالية، بل يهدف إلى بناء منظومة إعلامية مبتكرة ومتقدمة قادرة على المنافسة عالميا، ودعم صناعة السينما والإنتاج التلفزيوني والمحتوى الرقمي.
يسهم هذا الاستحواذ في تعزيز حضور المملكة في سوق الإعلام العربي، عبر دعم المحتوى المحلي وبرامج الإنتاج الإبداعي، وإيجاد فرص عمل جديدة في مجالات مثل تقنيات البث، الذكاء الاصطناعي، وإنتاج المسلسلات والأفلام ذات المعايير العالمية.
كما يتوقع أن يساعد الاستثمار في تطوير المنصات الرقمية مثل “شاهد” وخدمات الفيديو عند الطلب، ما يضع السعودية في موقع ريادي في عالم الإعلام التفاعلي.
إطلع علي: قفزة نوعية في استثمارات صندوق الاستثمارات العامة السعودي
أثر اقتصادي وإعلامي واسع النطاق لـ صندوق الاستثمارات السعودي
يُتوقع أن يفتح دخول صندوق الاستثمارات السعودي كمساهم رئيسي في MBC الباب أمام موجة جديدة من الاستثمارات في قطاع الإعلام والترفيه.
الأمر الذي يدعم الاقتصاد الوطني من خلال جذب استثمارات أجنبية، وتحفيز الابتكار في مجالات البث الرقمي والإنتاج التلفزيوني.
هذا يعزز مكانة المملكة كمركز رئيسي لصناعة الإعلام في منطقة الشرق الأوسط، ويخلق بيئة تنافسية تدفع باقي الشركات الإعلامية لتطوير خدماتها ومنتجاتها، ما ينعكس إيجابًا على المستهلكين والمعلنين.
ومن الناحية الاقتصادية، يعتبر هذا الاستحواذ خطوة مهمة لتنويع مصادر الدخل الوطني بعيدا عن النفط، إذ يعزز من قيمة الأصول السيادية للمملكة ويمكن الصندوق من تحقيق عوائد مستدامة طويلة الأجل.
كما يعزز مكانة السعودية كقوة استثمارية عالمية، ويمكّنها من التأثير في توجهات الإعلام والترفيه إقليميا ودوليا، وهو ما يعزز سمعتها كمركز جذب للمحتوى العربي والعالمي على حد سواء.
فرص للنمو والتوسع في سوق الإعلام والترفيه
سيتيح هذا الاستحواذ لمجموعة MBC تطوير استراتيجياتها التوسعية في المنطقة، بما في ذلك إنتاج محتوى عربي ينافس المنصات العالمية، والتوسع في تقديم الخدمات الرقمية المتطورة.
كما يمكن أن يؤدي إلى تعاونات جديدة مع شركات عالمية في مجالات الإنتاج السينمائي، منصات البث، والتكنولوجيا الترفيهية، ما يعزز مكانة السعودية في سوق الإعلام العالمي.
من المتوقع أيضا أن يسهم هذا الاستثمار في تحفيز رواد الأعمال المحليين والشركات الناشئة للدخول في شراكات مع المجموعة، سواء في مجالات الإنتاج الفني أو الخدمات التقنية،
وهو ما يخلق بيئة أعمال حيوية توفر فرص عمل واسعة للشباب السعودي، وتدعم الاقتصاد الإبداعي الذي تسعى المملكة إلى ترسيخه.
وفي الختام استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على 54% من مجموعة MBC يمثل تحولا نوعيا في مسار صناعة الإعلام والترفيه في المملكة والمنطقة العربية.
هذه الصفقة لا تعد مجرد استثمار مالي ضخم بقيمة 7.5 مليار ريال، بل هي خطوة استراتيجية تعكس التزام السعودية ببناء اقتصاد متنوع وقوي قائم على الابتكار والتقنية.
ومع استمرار تنفيذ أهداف رؤية 2030، سيبقى هذا الاستحواذ علامة فارقة في تاريخ الإعلام العربي، ورافعة قوية لدفع المملكة نحو ريادة إقليمية وعالمية في إنتاج وتصدير المحتوى الإعلامي والرقمي.
إقرأ المزيد: كيف توزعت استثمارات صندوق الاستثمارات العامة السعودي في الشركات الأميركية؟
