
سجل مؤشر سوق دبي المالي مكاسب جديدة معززاً تقدمه فوق مستوى 6150 نقطة، بينما أظهر سوق دبي للمال مرونة ملحوظة في ظل التدفقات الأستثمارية.
في المقابل، تمسك مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بمستوياته حول 10200 نقطة في ظل عمليات جني أرباح طفيفة على بعض الأسهم الثقيلة.
تقدم هذه الجلسة صورة واضحة عن ديناميكيات سوق دبي والأسواق الإماراتية بشكل عام، والتي تواصل جذب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية بفضل أساسياتها الاقتصادية القوية وتوقعات النمو الواعدة في ظل رؤية الدولة الاستراتيجية.
أداء سوق أبوظبي
في الوقت الذي كان فيه مؤشر سوق دبي يصعد، شهد سوق أبوظبي للأوراق المالية (ADX) تراجعاً هامشياً طفيفاً بنسبة 0.03% فقط، ليستقر عند مستوى 10209.70 نقطة.
الملفت للنظر أن هذا الانخفاض الطفيف جاء amid سيولة تداولية عالية ومشجعة للغاية، تجاوزت قيمتها 960 مليون درهم، مما يفوق حجم التداولات في سوق دبي ويعكس عمق وقوة سوق أبوظبي الذي يضم العديد من عمالقة القطاع.
وتراجع المؤشر تحت تأثير عمليات بيع محدودة على بعض الأسهم القيادية، حيث انخفض سهم “أدنوك للغاز” بنسبة 0.3% و”بنك أبوظبي التجاري” بنسبة 1.4%.
إلا أن هذا الأداء أخفى تحته حركة صاعدة قوية لعدد من القطاعات، حيث تصدرت “أسمنت الفجيرة” المكاسب بنسبة 6.4%، كما صعد سهم “آي أس جي ستاليونز” بنسبة 4.5%.
في المقابل، كانت أكبر الخسائر من نصيب سهم “أم القوين” الذي تراجع 10.1% و”أسمنت الخليج” الذي هبط 5.1%.
يظهر هذا التباين أن السوق كان في حالة توازن بين عمليات جني الأرباح على بعض المراكح والاستثمار في أخرى، وهو دليل على نضج السوق الإماراتي.
تحليل لأداء سوق دبي المالي
لم تأتي مكاسب مؤشر سوق دبي المالي من فراغ، بل كانت نتيجة لأداء متفاوت وحاد بين قطاعاته.
فبينما شهدت قطاعات مثل الخدمات المالية والاستثمار طفرة ملحوظة بدفع من صعود أسهم مثل “الإثمار” و”اكتتاب القابضة”، ظل قطاع العقارات بقيادة كبار اللاعبين مثل “إعمار” المحرك الأساسي والأكثر استقرارًا لقيمة المؤشر.
هذا التباين يسلط الضوء على الطبيعة الانتقائية للمستثمرين حاليًا، حيث تتحول السيولة نحو القطاعات الأكثر ارتباطًا بخطة دبي الاقتصادية الطموحة والأنشطة ذات القيمة المضافة العالية، مما يعكس ثقة متجددة في مستقبل السوق المحلي.
إطلع علي: سوق دبي يسجل انطلاقة قوية بقيادة قطاعي العقارات والبنوك في افتتاح الأسبوع
توقعات نحو مؤشر سوق ابو ظبي
النظرة المستقبلية لكل من سوق دبي وسوق أبوظبي تبدو إيجابية في الأجل المتوسط. فمن ناحية، يستفيد سوق دبي بشكل مباشر من الحركة الاقتصادية الكبيرة اللتي تشهدها الإمارة.
كما أن تعافي قطاع العقارات، الذي يمثل وزنًا كبيرًا في مؤشر سوق دبي، يظل داعماً أساسياً.
من ناحية أخرى، يبني سوق أبوظبي قوته على قطاعات أكثر تنوعاً مثل الطاقة والبتروكيماويات والخدمات المالية، والتي تستفيد من أسعار النفط المستقرة نسبياً واستراتيجية التنويع الاقتصادي الطموح لإمارة أبوظبي.
السيولة العالية في كلا السوقين تشير إلى اهتمام مستمر من قبل المستثمرين المؤسسيين والمحليين.
باختصار، جسدت جلسة الثلاثاء صورة مصغرة عن قوة ومرونة الاقتصاد الإماراتي بوجه عام.
فبينما يقود مؤشر سوق دبي المكاسب بدفع من قطاعات النمو مثل العقارات والخدمات، يتماسك سوق أبوظبي حول مستويات قياسية بفضل سيولة عميقة وقطاعات صناعية وطاقية راسخة.
هذا التباين ليس دليلاً على الضعف، بل هو علامة على صحة السوق، حيث تتحرك رؤوس الأموال بذكاء بين الفرص المختلفة.
يبقى سوق دبي وجهة جذابة للمضاربة والنمو، بينما يظل سوق أبوظبي ملاذاً للاستقرار والعوائد الثابتة، مما يخلق محفظة استثمارية متوازنة في واحدة من أكثر الأسواق نشاطاً في منطقة الشرق الأوسط.
إقرأ المزيد: مؤشرات الاسواق العربية الخميس 7 أغسطس 2025






