
يعد معرض ومؤتمر “أديبك 2025” خارطة الطريق العالمية التي ستقود قطاع الطاقة خلال العام القادم، حيث تتحول أبوظبي إلى العاصمة العالمية الأكثر تأثيراً في تصميم مستقبل الطاقة.
في لحظة تاريخية حاسمة، يشهد فيها العالم تحولات جيوسياسية واقتصادية متسارعة، وتوقعات بارتفاع الاستهلاك العالمي للطاقة بنسبة 50% بحلول 2050، يأتي هذا المؤتمر العملاق كاستجابة استباقية تجمع تحت مظلته قادة الصناعة والمستثمرين والمبتكرين من 172 دولة.
انطلاقاً من رؤية إستراتيجية عميقة، يُعد “أديبك 2025″ المنصة الأمثل لتعزيز مرونة أنظمة الطاقة، وتسريع وتيرة الابتكار التكنولوجي، وبناء الشراكات الدولية التي ستحدد ملامح القطاع للعقود القادمة.
هنا، حيث يلتقي الذكاء الاصطناعي بالطاقة المتجددة، والاستثمارات الضخمة بالرؤى المستدامة، تصنع القرارات التي ستغير وجه الصناعة إلى الأبد.
أديبك 2025
تعد دورة هذا العام علامة فارقة في مسيرة المعرض التي تمتد لأكثر من أربعة عقود. فمع التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة، يأتي “أديبك 2025” كاستجابة طموحة للتحديات العالمية، مجمعاً تحت مظلته قطاعات حيوية متداخلة:
- الطاقة والتكنولوجيا: من الحفر التقليدي إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في استشراف المكامن النفطية.
- التمويل والاستثمار: لجسر الفجوة التمويلية الهائلة نحو التحول للطاقة النظيفة.
- السياسات والاستراتيجيات: لمواءمة الرؤى الوطنية مع الأهداف العالمية للحياد الكربوني.
- الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد: لضمان تدفق الطاقة بسلاسة وكفاءة في سوق متقلب.
يمتد المعرض على 17 قاعة عرض ضخمة، يستضيف أكثر من 2250 جهة عارضة، ويضم أربع مناطق متخصصة هي: الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، إزالة الكربون، والقطاع البحري والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى معرض جديد مكرس بالكامل للكيماويات والحلول منخفضة الكربون، مما يجعله مدينة مصغرة متكاملة لمستقبل الطاقة.
تعزيز مرونة الأنظمة والاستثمار في التقنيات الذكية
في قلب أجندة أديبك 2025 تقف قضية حيوية: كيف نبني أنظمة طاقة مرنة قادرة على مواجهة الاضطرابات والتقلبات مع ضمان الاستدامة؟
الإجابة تكمن في التكامل بين البنية التحتية التقليدية المعززة والحلول الرقمية المتطورة.
هنا تبرز منطقة الذكاء الاصطناعي الموسعة في أديبك كمنصة استشرافية، حيث تتحول أبوظبي إلى مختبر حي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة. تشمل هذه التطبيقات:
- الصيانة التنبؤية: استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأعطال في المنشآت النفطية والغازية قبل وقوعها، مما يخفض التكاليف ويزيد من معدلات الأمان.
- تحسين كفاءة الشبكات: إدارة الطلب على الطاقة في الوقت الفعلي وتوزيعها بشكل أمثل لتقليل الهدر.
- الاستكشاف والتنقيب: تحليل كميات هائلة من البيانات الجيولوجية والزلزالية لتحديد مواقع النفط والغاز بدقة غير مسبوقة.
هذا التكامل لا يقتصر على تحسين العمليات فحسب، بل يمكّن من بناء بنية تحتية طاقية “ذكية” تتكيف ذاتياً مع ظروف العرض والطلب، مما يضع أديبك في صميم هذه الثورة التقنية.
أديبك جسر للأسواق الناشئة والشراكات العالمية
لا يقتصر دور المعرض على عرض المنتجات والتقنيات، بل يتعداه إلى كونه منصة تمويلية وتجارية ضخمة.
يشارك في أديبك 2025 ما يصل إلى 30 جناحاً وطنياً، العديد منها يمثل اقتصادات ناشئة وواعدة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
هذه الأجنحة لا تروج لفرص الاستثمار فحسب، بل تقدم مشاريع جاهزة تتطلب شراكات بين القطاعين العام والخاص.
1: فرص في الطاقة المتجددة: مشاريع طاقة شمسية ورياحية عملاقة في مناطق غنية بالموارد الطبيعية.
2: تعزيز البنية التحتية للغاز: تطوير شبكات غاز طبيعي مسال (LNG) لتلبية الطلب المتصاعد.
3: تطوير حلول التخزين والنقل: استثمارات في بنية تحتية لوجستية ذكية لضمان أمن الإمدادات.
يعكس هذا التنوع استراتيجية أديبك الرامية إلى خلق حوار شامل يضم الأطراف التقليدية والفاعلين الجدد على الساحة، مما يسرّع وتيرة نقل المعرفة والتقنية ويسهم في توسيع نطاق الوصول إلى الطاقة النظيفة على مستوى العالم.
إقرأ أيضا: 306.3 مليار درهم ناتج اقتصاد أبوظبي في 2025.. القطاع غير النفطي يقود النمو
برامج ومؤتمرات أديبك 2025
يمثل الجانب المؤتمري للمعرض العمود الفقري للحوار الاستراتيجي.
يتضمن أديبك 2025 12 برنامجاً للمؤتمرات تتوزع على أكثر من 380 جلسة حوارية، يشارك فيها نخبة من 1800 متحدث دولي من كبار الوزراء، ورواد الصناعة، والمفكرين، والمبتكرين في مجال التكنولوجيا.
يركز المؤتمر الاستراتيجي هذا العام على عدة مجالات حاسمة:
- اقتصادات الطاقة الناشئة: سياسات وآليات تمويل التحول الطاقي في الدول سريعة النمو.
- دور الغاز الطبيعي والمسال: كوقود انتقالي حيوي نحو مستقبل منخفض الكربون.
- التكرير والتصنيع المستدام: كيف يمكن للمصافي والصناعات البتروكيماوية أن تقلل من بصمتها الكربونية.
- التنوع والريادة وبناء الكفاءات: إعداد الجيل القادم من قادة قطاع الطاقة.
- التحول الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي: كعامل تمكين رئيسي للقفزة النوعية القادمة.
المبادرات الرائدة لتمكين الأجيال القادمة
لا تكتفي أديبك بمناقشة الحاضر، بل يمد جسوره نحو المستقبل من خلال سلسلة من المبادرات والفعاليات الجديدة المصممة لإلهام وتمكين الشباب وتعزيز البعد الثقافي.
برنامج “شباب أديبك”: مبادرة طموحة تهدف إلى صقل مهارات الجيل القادم من خلال تجارب تعليمية تفاعلية، وجلسات إرشاد مهني مباشر مع كبار القادة، وتحديات الابتكار التي تحفز التفكير الإبداعي في حل مشكلات القطاع الحقيقية.
جناح الثقافة: إضافة نوعية هذا العام، حيث يعمل كبوابة ثقافية تقدم للعالم صورة عميقة عن الهوية الإماراتية الأصيلة، والقيم الراسخة، والرحلة التنموية الاستثنائية التي قادت الدولة إلى موقع الريادة العالمي.
إنه تأكيد على أن الطاقة ليست مجرد سلعة، بل هي جزء من نسيج ثقافي وحضاري.
مناطق التخصص الجديدة: مثل منطقة “خفض الانبعاثات” التي تستعرض تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS)، والهيدروجين الأخضر، والطاقة النووية السلمية، مما يوفر لمحة شاملة عن أدوات بناء مستقبل منخفض الانبعاثات.
إقرأ المزيد: جهاز ابوظبي للاستثمار يعزز حضوره بضخ 1.5 مليار دولار في “جي إل بي”






